الصفحات

فقْد قصّة قصيرة ...**مريم زامل

اعتدنا أن نبدأَ صباحَنا بمَرآه..فرخ الدجاج الصغير الجميل، وهو يتجوّلُ بالمكان..فارداً جناحَيه بخفّةٍ ونشاط. كنّا نحضر له طبقاً يحوي فُتاتِ الخبزِ المبلولِ بالماء،ونضعه قربه ليأكل.وحين يأخذ بنقر قطع الخبز الصغيرة كنّا نهلّلُ ونتصايحُ فرحين.
مرّتْ الأيّامُ..والأسابيعُ..كبر خلالها،وكسا جسمه ريشٌ جديد.وازداد نشاطاً.. حتى صوتُ وصوصتِه صارتْ نغماته أجملَ وأكثر عذوبةً.وصياحه فجراً آلَ لنا منبّهاً متميّزاً.. يعلو فجراً يوقظنا؛فنترنّم به..أقول:
-الله..الله!
وتجيبُ أختي:
-ما أروع إعلانه مولد اليوم الجديد !
نلقي عنّا غطاء السرير الملوّن جانباً،ونقف مندفعين لنبدأَ يومنا الجديد.
وكان أن..أمضينا أياماً بزيارة الجدّةِ في الحيّ القريب،ثم رجعْنا إلى البيت يحدونا الأمل..بأننا سنتمتّعُ بصوته،ونتنعّم بمَرآه..رائحاً غادياً أمام نواظرنا؛فيشعرنا بالهناء والسرور.
دخلْنا فسحةَ الدار..فرابَنا صمتُ المكان؛فقد اعتدنا أن نسمعَ ترنّمه..فألقي في روعنا..أنّ أمراً ما..نال من غرّيدِنا المشوق..
وعلَتْ وجهَينا أماراتُ الوجوم.
قصدْنا الخمَّ الذي تركناه فيه..وهناك وجدناه ملقى على الأرضِ بجانب طبقِ طعامه الفارغ ..مغمض العينين بلا حراك..لم نتوقع ذلك
ارتعدْنا ورجعْنا القهقرى..خائبتَين..
وصرنا نعيدُ السؤالَ تلوَ السؤال..
-كيف؟..ولماذا؟!..
-..بل أين راح منه اللونُ الجميل؟ ..وذلك الصوتُ الحنون؟!
أيكون الجوع هو العدوُّ الذي قضى عليه..وربّما نتحمّلُ بعضَ وزرِه .

*مريم زامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.