الصفحات

عودةُ السندبادِ ... **شعر: محمود ريّان

(السّندباُد كالإعصار إْن يهدأ يمت- صلاح عبد الصّبور)
*
سرابٌ من الأمنياتِ
وجرحٌ قديمْ
يُثيرُ ربيعَ المواسمْ
وقدْ نزَفَ القمرُ الضّوءْ
وشدَّ ضلوعَكَ وَتْرًا لزحفِ البهيمْ !
تهاويتَ مرتميًا خلفَ جرحِ السّديمْ
وأتلفكَ الشّعرُ حُبًّا وقرعُ الطّبولِ...
وضاجعْتَ شوكَ التّرابِ
وقد اصطدَمْتَ بمدٍّ منَ اللّيلِ،
مدٍّ منَ الزّحفِ والشّوكْ !
يعودُ وفيًّا
تعودُ رفيقَ هُدًى لا يملُّ الضّياعِ
ووجهًا يُراوحُ خلفَ الشِّهابِ القديمِ
الى حيثُ ينبسطُ البحرُ في وجهِ الرّياحِ
ويُضنيكَ، يُؤلمُكَ البحرُ يا سندبادْ !
يحوّلكَ الصّبرُ رمزًا عزيزًا ...
على قصعةٍ من شراكِ السّديمِ
وينهضُ في وجهكَ الموجُ
بُرْجًا منَ اللّيلكِ المستحيل،
تظلُّ تناورُ عندَ تخومِ الجفافِ،
وتَهوي وَحيدًا
إلى حيثُ يُنهضُكَ المدُّ جديدًا
وينهضُ حولَكَ مدٌّ منَ النّهار
فمدٌّ منَ الزّحفِ والازدهارِ !
تعودُ ...
كما يُشعلُ اللّيلُ أوتارَهُ
في ثيابِ الأديمِ،
تعودُ كما تشعلُ الأرضُ عيدًا ظريفًا،
تعودُ كَعوليسَ للأرضِ بعدَ غيابٍ
تفجّرُ ينبوعَ مَدٍّ وَرِهانْ
ووجهًا منَ الملكوتِ الوجيهِ
يُراوحُ خلفَ الحطامِ القديمْ ...

*شعر: محمود ريّان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديواني "مسارات في الزّمن الجريح"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.