الصفحات

سامحتكِ ... **شعر : مصطفى الحاج حسين

أنا في كلِّ يومٍ
أطعمُ قصيدتي أوجاعي
وأتفقّدُ الدُّروبَ
لأزرعَ على ضفافها
أشواقي وحناني
وأسقي السّماءَ الشَّاحبةُ
من دموعي
أعطي للهواءِ أنفاسي
وأمنحُ للندى همساتيوأقولُ للأرضِ تريَّثي
سأهديكِ قريباً جثماني
أنا أقشِّرُ عن روحي
لحاءَ الموتِ
لأقدِّمَ للكلماتِ ثماري
وأنتِ غائبةٌ عن احتراقي
ترتشفينَ وميضَ المدى
تتلهِّينَ مع سحرِ المرايا
ياينبوعَ البهاءِ والإشراق
لا يعنيكِ تفتُّتُ أيّامي
ولا جوعُ لهاثي
ستسألكِ عنّي الليالي
ويفطنُ قلبكِ لغيابي
وسترجُمُكِ المسافاتُ بالوحشةِ السّوداء
تعالي نهدمُ هذه العتمةُ

ونهدُّ أسوارَ الخوفِ
سيعاتبكِ قبري إن صادفكِ
وقلبي سيرفعُ بحقّكِ الشّكاوي
سيثأرُ لي منكِ سريركِ
ويقضُّ مضجعكِ
وسترميكِ النّجومُ بالشهبِ
أنا جلبتُ لكِ الماءَ
من الكوثرِ
وأنتِ قدَّمتِ لي
ملحَ السّرابِ
كم أخشى عليكِ
من عقابِ الله حبيبتي
ولهذا أراني مجبراً
على مسامحتكِ .

*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.