ضمّ صمتي، ليوشوشه، بأن الحياة رحلة انتظار و نظرة رحيل، تستفزّ وجودنا لنصرخ نحو اللاوجود. هو ذاك الحرف، الناحت لتلك المعاني المحمولة على أعناق قصيدة "رجل الثلج"، المتوسّدة لإحساس الشاعر اللبناني "سرجون كرم".
يحتضننا ذاك التجسّد، لنتخطى معه حدود الشهقة، و اقتلاع الأنفاس من حناجرنا المختنقة، فيعلو بالصوت "رجل الثلج ذاب"، إنها دمعة من رحيق الشجن، تفتّحت في كفّه المتألم، فيا ترى، هل ترك فينا الحداد، أم أصرّ أن تمضغنا دهشة المصير..نقتفي العمق من العاطفة لدى الموجوع، عندما بالمكنون يهتف "في انتظار طفولته"، أي خدش التحم بجراحنا التي تأبى الالتآم، المبتسمة لكل عابر يسند غياهب آهاتها. يقرعنا هذا الأنين، ليأخذنا معه إلى سفر دون جواز، إلى غرق دون طوق، إلى توق دون حنين، إلى دواخل الإنسان "سرجون كرم".
تستقبلنا تلك الخلجات، تقطف لنا من الجنان "حكمة للأحياء، لا يعرف نفسه إلا الخراب"، إلى كم من انطلاق معك أيها "الكرم"، إلى النفس السائلة-الباحثة، إلى الروح التاركة-المغادرة، إلى العمر، إلى الحياة، إلى الممات، فكيف نحن بين الحضور و الغياب فيك أيها العابر بنا...
تتأمّلنا، و تؤكّد بأن "رجل الثلج مشى، نما في عالم آخر"، هل هذه، الإرادة، أم هي خطوات تلعثم الطريق في حضورها، فأطلق تنهيدة أخذتها إلى هنالك، أين ذاك البريق، أين الأجوبة عن أسئلة لا يحتاج ميلادها لأي مخاض، فتشرق كل الفصول، و تنبش بأظافرها تمرّد الجمود، فأين نحن منك، أيها المبتسم فينا...
"رجل الثلج" "ترك أنفه تزرعه أمّه"، هكذا رآه المنشد للتأوّه، و ذهب يبني آخر خاصّته الأبدية، كي يكون هو، و ليس خيال أحداث بالية و منتهية، لكأن أريجة الوصول تعبر به أنهج السلام، متأبّطة ذراع النصاعة، فصار يسمع النقاوة، و هي فقط من يرد الصدى، فهل أجاده التحرر و الانعتاق...
مازالت تلك الرحلة تقرع أرواحنا، لنتشارك الأمس و الغد، بين ما اقترب و ما ابتعد، يا من سكونك ما انفك يزهر، بحث مستر، عن أمل مستقر، توهّج، يصارع الثلج بالشّر، لشفاء ما صفاؤه تعكّر، فهل لنا أن نتّعظ من هذا السفر...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.