الصفحات

دراسة في مشكلة ترجمة المصطلح المسرحي و توقعات الحلول... *لامية مراكشي

مما لاشك فيه أن المصطلحات هي المفاتيح الأولى للولوج إلى أي علم فعلى الباحث أن يضبط أدواته الإجرائية أولا ليكون عمله ناجعا ، فإذا كان مفتاح هذا العلم به خلل فالثابت أنه لن يحقق هدفه وسيجد أمامه العديد من العوائق التي تعرقل سيره.
ولذاوجب ضبطه وتحديده والحرص على شيوعه بين الناس حتى نتجنب الغموض و الخلط ؛ لأن المصطلح الغامض يترتب عليه الفهم الخاطئ.
والمتتبع للمشهد النقدي يقف على ما يعانيه النقدالمسرحي العربي من أزمة في التأسيس، و ما ترتب عنها من فوضى في المصطلحات و المفاهيم المسرحية بسبب غياب الأسس
الفكرية واعتماده مرجعيات غربية مستعارة أسهمت في غموض الكثير من المصطلحات النقدية وعمقت من أزمة النقد المسرحي العربي الذي كان قدانفتح معرفيا ومنهجيا على الآخر
وأنجز مفاهيم نقدية كانت ثمرةمن ثمار التفاعل مع النقد المسرحي الغربي
والانفتاح على ماطرحه من تصورات. فضلا عن أن الرصيد المصطلحي لدى نخبة من النقاد لم يكن رصيدا معجمياكافيا لتأصيل لغة النقد المسرحي وبذلك فلم يستطع هؤلاء النقاد في غياب هذا الرصيد إيجاد علاقة بين المنهج المعلن عنه في كتاباتهم وبين جملة مصطلحاته.
إذن فمشكلة المصطلح المسرحي لا تعدو أن تكون الوجه الآخر لأزمة المصطلحات في حياتنا الثقافية بوجه عام، أزمة يشكو منها الشعر والنثر والنقدوالسينما والعلوم الإنسانية و علوم اللغة و الفلسفة و الطب و التكنولوجيا ...

وبذلك أطمح إلى وضع مصطلحات مسرحية تتميز بالدقة والوضوح لأن المصطلحات هي أساس التواصل المعرفي ، وأي عيب يصيب تلك الأسس يحول دون ذلك المسعى المتمثل في التواصل .
ومن أجل دراسة وافية للموضوع يمكن تتبع التحليل التالي :
واقع التجربة السيميائية العربية
سيميولوجيا المصطلح.ومصطلح السيميولوجيا
تجليات ترجمة المصطلح المسرحي العربي ومشكلات الترجمة .
الآفاق وتوقعات الحلول.

1/واقع التجربة السيميائية العربية :

إن في غياب تحديد المفاهيم لايمكننا التفاهم بين طرفين أو عدة أطراف ذلك أننا لاحظنا وجود خليط مذهل يتعامل به الناس مع مثل هذه المصطلحات وتساهل بعضهم في هذا التعامل في بعض الأطوار،من مستوى الاستعمال العلمي إلى مستوى الاستعمال الثقافي البسيط ؛ فيستعمل الناس عدة مصطلحات لمفهوم واحد في هذه المسألة ؛ أو مصطلحات لغير ما وضعت له في أصل المواضعة العلمية ؛ وذلك لما يقع الخلط في الاستعمال إلى حد الاضطراب بين السيميائية و السيميائيات والسيميولوجيا، والسيميوتيكا والسيمائية.
ولذلك أحاول أن أبدد شيئا من هذا الغموض ، ونقوم أطرافا من اعوجاج هذا الاضطراب ، آملين أن نخفف من غلواء الاختلاف،دون الطمع في القضاء عليه نهائيا ؛إذ ذاك أمر عسير المنال ؛وذلك بإعادة هذه المصطلحات على الأقل إلى حافرتها الغربية والعربية الأولى على وجه الخصوص.
إن المصطلح النقدي بعامة ، والمصطلح السيميائي بخاصة لا يزال يتبوأ في حقل الدراسات الحديثة المنزلة الأولى من الاهتمام وما ذلك إلا لاستجداد المعاني في كل حين، وإذا كان المصطلح بكل تعقيداته المفهومية في المشروع النقدي العالمي المعاصر اغتدى هاجسا لدى المشتغلين في هذا الحقل بحيث ينشأ عبر اللغات الأوروبية فيحتدم بينهم احتداما، فإنه يزداد استفحالا إذا ما انصرف إلى الثقافة العربية، إذ أضحى من الحتمي نقل العددالجم من هذه المفاهيم السيميائية خاصة المستجدة ،المعقدة غالبا ، من تلك اللغى الأوروبية إلى العربية التي ترى كل واحد من باحثيها يجهد نفسه في الاشتغال و البحث وحده ،مشرقا و مغربا فتكثر الجهود و الطاقات و لكنها تهدر، وقلّ أثناء ذلك أن تجنى للفائدة ثمرات ، إذا تعصب واحد منا لما انتهى إليه في ترجمة هذه المصطلحات فيدعي أنه هو وحده الذي يدعي الحقيقة .
وبهذا فالموضوع يسعى للولوج في الجدال القائم حول إمكانية تكوين منظومة اصطلاحية سيميولوجية مسرحية عربية وتعدد مصطلحات السيميائية من باحث إلى آخر لا ينفي حقيقة كون هذه المصطلحات دالة في عمومها على فكرة واحدة هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى . وهي كذلك تتفق على النظر إلى أنظمة العلامات بوصفها أنظمة
من هذا الباب كان منطلق انجاز المداخلة وذلك للتعرف على مدى تعالق الجانب أوالمنهج السيميائي مع ماهية المصطلح بصفة عامة .
ومشكلات ترجمة المصطلح المسرحي على وجه الخصوص، ذلك أن تعدد مصطلحات السيميائية من باحث إلى آخر لاينفي حقيقة كون هذه المصطلحات دالة في عمومها على فكرة واحدة هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى .
وتأتلف خيوط المداخلة من دافع النزوع نحو قراءة الإنتاج العربي قديمه وحديثه قراءة واعية تهدف في جملة ماتهدف إليه ، الوقوف عند النقاط المضيئة من الـعمليات النقدية العربية الهادفة إلى التأصيل المعرفي والنقدي ، بغية إعادة القراءة والنقد لمختلف المدونات على مر العصور؛وذلك للنهوض بدفع العملية النقدية قدما لاستكشاف مناطق مجهولة من موروثنا الابداعي ، لم تفهم من قبل على الطريقة التي نفهمها اليوم لتطور الأدوات المعرفية و النقدية على السواء.
ومن هنا كانت المحاولة لبعث الماضي في الحاضروعدم التسليم بما هو ومسلم به؛ فالمصطلحات المسرحية ليست وافدة شأنها شأن المصطلحات الأخرى من الثقافة الغربية المعاصرة، بل إن لها جذورا عربية قديمة سوء كانت لها خلفيات عربية أصيلة متداولة في الأوساط العربية أم أنها ترجمت بطريقة مباشرة عن التراث اليوناني.

إذن فقد اهتم النقاد العرب القدماء بقضية وضع المصطلحات النقدية ، وما يدل على ذلك هو تخصيصهم لمباحث في ثنايا كتبهم تهتم بالمصطلحات وإن كانت طريقة تعاملهم تقترب إلى العلمية .
ومن جملة التعاريف القديمة للمصطلح عند طائفة من العرب القدماء يمكن الوقوف عند الجرجاني في كتابه التعريفات الذي يعد من اللبنات الهامة في هذا المجال حيث أورد فيه جملة من التعاريف منها أن "الإصطلاح هو عبارة إخراج الشئ عن معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد" .

ومنه فإن دلالة المصطلح اللغوية توحي إلى معاني الاتفاق على مدلول واحد لكلمة واحدة ، مع العلم أن النقاد العرب لم يستعملوا كلمة المصطلح بل فضلوا استعمال كلمات أخرى عوضا عنه" كلمات ، ألفاظ، مفردات".

والملاحظ أن تعاريف النقاد المعاصرين للمصطلح أدق من تعاريف القدامى له، فقد انطلقوا من تعاريف القدامى له لكنهم أضافوا إليه مفهوم الحد نظرا لتأثرهم بالتعاريف الغربية للمصطلح.حيث يرد مفهوم المصطلح في اللغات الأوروبية بمعاني عدة منها : الحد و النهاية على النحو التالي : في الفرنسية :" terme في الانجليزية term في الإيطاليةtermine ...".

وإذا سلمنا مسبقا بفرضية أن المناهج والنظريات النقدية الغربية بداية من الشكلانية الروسية وصولا إلى نظرية القراءة والتلقي لها إرهاصات أولية في الفكر النقدي العربي القديم ، كان بإمكاننا فهم الأسس التي بنيت عليها، وجعل مصلحاتها النقدية المنمقة تتماشى مع المصطلحات التي يزخر بها التراث العربي.

فمن المعلوم أن تطور النقد العربي تجاذبه تياران : تيار عربي خالص يستند في مرجعيته الفكرية والمعرفية إلى التراث النقدي العربي الذي عرف أوج نشاطه في العصر العباسي من قبل الجاحظ وقدامة وابن طباطبا وغيرهم،وتيار نقدي عربي يتكئ في منطلقاته الفكرية الجمالية على الخلفية الفكرية الغربية مستندا في تبريره لموقفه على القطيعة التامة الموجودة بين النقد الأدبي الراقي في عصره الذهبي و حال النقد العربي الحديث.

2/ مصطلح سيميولوجيا و سيميولوجيا المصطلح :

لكن ما يلاحظ أننا نجد بعض الباحثين في المجال السيميائي غالبا ما ينطلقون من النظرية الغربية مهملين الأصول التأسيسية الواردة في التراث العربي لهذا العلم خاصة عند تناولهم لجهود بيرس السيميائية ،ولإبراز هتين القضيتين وإثبات ما أهمل من مجهودات الجاحظ اليسميائية تأتي هذه الدراسة مستندة إلى الدراسات المتوفرة الملفتة للإنتباه إلى فكرة السيمياء عنده خصوصا في كتاب الحيوان والتي يمكن ذكرها كالتالي : الرؤية البيانية عند الجاحظ لإدريس بلمليح/ علم الدلالة عند العرب دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة لعادل فاخوري/ السيمياء و التجريب عند الجاحظ دراستان في النظرية والتطبيق لمحمد حسن الربابعة وغيرها من الدراسات التي نوهت بمساهمات الجاحظ في التفكير السيميائي مقارنة بنظرية بيرس.
لقد ظهر مصطلح السيمياء في العديد من المدونات لكن العلم في حد ذاته وتجليه في شكل نظرية لا يختلف حوله اثنان من أنه ظهر مع بيرس(1914.1839) الأمريكي بمصطلح السيميوطيقا semiotique وعند سوسير(1913.1839) بمصطلح السيميولوجيا.
وتعود أصول مصطلح السيمياء إلى الأطباء قبل الفلاسفة؛ فمن بوادر المرض و ملامح الشخص فيه؛ تظهر الدلائل عليه كسبب فيه، وبالتالي فهي الظواهر المساعدة على فهم معنى المرض والظاهرة التي أنتجته.والتي تدل على العلامات.

ونفهم مما سبق أن علامة ما هي اشتمال لمعنى من خلال معبر عنه أو هي عبارة عن الدلالة التي تمس كل ماهو لغوي وغير لغوي شفوي كان أم كتابي.

وقد أشار إليه الجاحظ في كتابه البيان والتبيين وقصد به البيان ؛ ومن هنا فالتصور السيميائي للعلامة عند الجاحظ هو تصور بياني يقول هذا الأخير في هذا الشأن:"والبيان اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى".

ويمكن القول : إن الجاحظ قد أضاف إلى معارفه الموسوعية المصدر الفكر اليوناني حيث لم يمنعه هذا من توسيع أفق معارفه فاكتسب في بغداد ثقافة ثالثة مصدرها قراءة الكتب اليونانية .

ومثلما استفاد بيرس من الفكر الفلسفي اليوناني وبخاصة المنطق الأرسطي الذي نجمت عنه جل المصطلحات الأدبية بما فيها المسرحية ، وجدنا الجاحظ كذلك اهتم بقيم الفلسفة ومعانيها، و هي نظرة لاتخص الجاحظ و بيرس فحسب بل كل التيارات السيميائية .

3/ تجليات ترجمة المصطلح المسرحي العربي ومشكلاتها :

لعل الدكتور : عبد الملك مرتاض يعد من الباحثين الأوائل الذين عملوا ضمن هذاالمسار الصعب المسالك، حيث قام بتطبيق المنهج السيميائي التفكيكي على قصيدة أين ليلاي لمحمد العيد آل خليفة ، و المتأمل لهذه الدراسة يجده ناقدا ذا معرفة علمية نادرة ، إذ يبدو من خلال تحليله للنص قادرا على المزاوجة بين ما أبدعه التراث النقدي القديم ، وبين ما أوجدته النظريات النقدية الحديثة ، دون تعريض النص إلى عملية التغريب سواء من الجانب المعنوي أم من الجانب المصطلحي الذي قد يطاله بسبب اختلاف السياق الثقافي لتلك النظريات.

هذه المشكلة التي استطاع مرتاض التملص منها بنجاح ، نلفى وقوع كثير من النقاد العرب المعاصرين في شباكها حيث إننا نجدهم يقبلون على النظريات النقدية الغربية بلهث،دون إعادة النظر في المصطلحات النقدية المؤسسة عليهاوهذا ما تسبب في توليد أزمة حقيقية تجلت مظاهرها في الغموض تارة و إلى الإبهام تارة أخرى .

ويمكن الاستدلال على هذه الحقيقة باللجوء إلى المصطلحات المسرحية المتداولة في الحياة المسرحية العربية والتي تستمد معظمها من الثقافة الغربية.

ويرجع النقاد هذه الأزمة إلى التيارات المسرحية الغربية التي هبت على العالم العربي منذ منتصف الخمسينيات فحملت معها فروع هذه الأزمة، فالذين تعاملوا مع النصوص المسرحية واتجاهاتها لم يتمكنوا من وضع تحديدات عربية نهائية لها وذلك لأنهم لم يتعاملوا معها تعاملا جديا.

وتعود البدايات الأولى لانفتاح الثقافة العربية على المصطلح المسرحي الغربي إلى الفترة العباسية التي شهدت فيها الترجمة حركة مزدحمة، وكانت الترجمة عن اليونانية أول إطلالة على المصطلحات المسرحية من خلال ترجمتهم لكتاب فن الشعر لأرسطو.وبالرغم من أنهم كانوا جديين فيالأمر،إلا أن افتقادهم لفن مسرحي محلي يساعدهم على اقتحام هذا الميدان، فقد اتسمت معظم هذه المصطلحات بالقصور و الضبابية ومن هذه المصطلحات المسرحية التي قدموها؛ مصطلح التنظيف،وهو مايقابل مصطلح التطهير،ووحدة الزمن بدورة شمسية واحدة، و المحاكاة بالسينوغرافيا، و الحوار بالمونولوج.
وهناك مصطلحات مسرحية أخرى حافظت على التركيب الصوتي للكلمة اليونانية ولكنها كتبت بحروف عربية،منها الدراماطا (الدراما)، الطراغوديا ( التراجيديا)، و القوموذيا (الكوميديا).
وتزداد الأزمة حدة عندما يقدم هؤلاء المترجمون مصطلحات ولكنهم يخرجون عن مدلولها المتعارف بين المسرحيين مثل مصطلح: الإدارة الذي يدل على التحول في البناء التراجيدي، وهناك من يترجم هذا المصطلح بالاستمالة و الاستدلال.
ولاشك أن هذا النوع من التعدد يشتت الذهن ويسهم في الغموض. وهناك ظاهرة أخرى تتمثل في التباين بين أصحاب المعاجم أنفسهم، حيث يرد مصطلح مسرحي في معجم بمفهوم ويحمل مدلولا آخر في معجم مختلف كمصطلح التشويق الذي يورده معجم بهذا المفهوم ، ومعجم آخر يطلق عليه مصطلح المماطلة.
والدليل على ذلك كذلك ترجمتهم لمصطلحي الكوميديا التي يهدف أرسطو من خلالها إلى نقد المثالب و العيوب، والتراجيديا التي يعرفها بأنها فن جميل يسعى لتمجيد البطولة، بالمدح بالنسبة للكوميديا و الهجاء بالنسبة للتراجيديا .
وعلى مافي قدسية كتاب فن الشعر لأرسطو باعتباره المرجعية الأساسية التي لاغنى عنها لأي مسرحي ، ففيه اجتمعت قواعد البناء الفني للمسرح، فإنه فاقد الأهمية بين النقاد العرب، و السبب في ذلك يعود لعدم ضبط المصطلحات المسرحية .

4/ الآفاق و توقعات الحلول :

يبدو أن المعضلة كلها في نظريات الحداثيين الغربيين أنهم انساقوا وراء الإصرار على حرمان اللفظ من تقمص معناه "بحكم الفلسفة الحداثية العابثة في كثير من تأسيساتها "،فجعلوا السمة علامة شكلية جوفاء لا تعني شيئا في نفسها بل إنها تعوم في نظام اللغة العام فلا يكون لها شيء من المكانة الأضمن وهذا أمر يفتقر إلى التدقيق، وهذا ما وقعت فيه التجربة السيميائية العربية بحكم تأثرها بالنظريات الغربية، لعل من أجل اضطراب الأصل وقع اضطراب شديد في الترجمة العربية...فكانت هذه الازدواجية في الاصطلاح.

إن كل ذلك يوحي بأن كل منهما يحدد حقلا معرفيا لا يعدوه ولا ينبغي أن يمتد إليه سلطان المصطلح الآخر ،فقد كان يجب إذن تحديد ذلك بشيء من الصرامة و الدقة العلميتين .

ويدل ذلك على الارتباك وانعدام الثقة ؛ ولعل هذه المشاكل التي تكتنف السيميائية الأدبية أدت بغريماس"greimas " للتعبير بوضوح في حديث أجرته معه جريدة " العالم " le monde"حين يقول:" أعتقد أنه يوجد اليوم ضرب من إمبراطورية السيمائية الأدبية ؛إنه الحقل الذي يشتغل فيه أكبر عدد من الباحثين ولكنه أيضا الحقل الذي يتسم بالتعقيد والذي يظل تحت تأثير ما يمكن تسميته بالموضة ". فغريماس يخشى أن يكون هذا الاهتمام المغالى فيه ضربا من الموضة الأدبية لا غير .

وواضح أن هذه المسألة لا يمكن حسم البحث فيها ،إلا بتضافر جهود باحثين لتوضيح الغامض وتعميق البسيطو بلورة المشكل . فالغربيون أنفسهم لم ينتهوا إلى رأي يتفقون عليه.

وقد عمل العرب مؤخرا على وضع مصطلحات.

وقد ظهرت نتيجة لذلك معاجم من المصطلحات تتسم بنصيب كبير من الدقة كالمصطلحات العلمية والفنية التي أقرها مجمع اللغة العربية في القاهرة التي صدر منها ثلاثون مجلدا عام1957، والمجلدات التي نشرها المجمع العلمي العراقي عام 1976، ومجاميع المصطلحات التي نشرها مجمع اللغة العربية الأردني عام 1978 .

ومن البديهي في أثناء ذلك كله أن ينمو علم المصطلحية وأن يهتم علماء المصطلح العرب ضمن هدا العلم بوضع المصطلح .

وبالرغم من هده الجهود التي قدمها النقاد العرب فينبغي التخلص من حدة هذه الأزمة ولذا لابد من وضع قواعد للمصطلح ولتوخي ذلك يفترض الانطلاق من الأسس التالية:


توخي المعنى الاصطلاحي للفظ الأجنبي .
ترجمة المصطلح حرفيا إذا طابق معناه اللغوي معناه الاصطلاحي
تفضيل المصطلح المؤلف من كلمة واحدة.
تجنب تعدد المصطلحات للدلالة العلمية الواحدة.
تصحيح المصطلح الذي فيه خطأ صرفي أو لغوي
تفضيل المصطلح العربي على الدخيل.
تحري أكثر من لفظ أجنبي في أثناء وضع المصطلح العربي.
المعرفة بمرجعية المصطلح النقدي الغربي.
الابتعاد قدر الإمكان عن التقليد الأعمى من طرف النقاد العرب المعاصرين للمفاهيم النقدية الغربية.
التخصص في علم المصطلح.
وحتى نلتزم بالموضوعية العلمية، لابد من الإشارة إلى أن القضية أكبر من هذا بكثير ؛ صحيح أن بعض المصطلحات النقدية أو الأدبية بوجه عام والمصطلحات المسرحية على وجه الخصوص لها مدلولاتها في النقد العربي القديم إلا أن هناك تفصيلات وتفرعات استحدثها النقد الغربي، لابد من دراستها ضمن محورين أساسين يتعلق الأول بالاستعانة بمنتوجنا الثقافي و الفكري القديم، والعمل على استثماره وفق المستجدات العلمية الراهنة أما الثاني فيتمثل في مقاربة المناهج النقدية الحديثة من النص العربي مقاربة تستمد أصولها من السياق الثقافي الذي ظهر فيه النص.
ومنه لابد من فعل تأصيلي بناء لصناعة منظومة نقدية عربية،بعيدة عن التماهي مع الثقافة الغربية، وبعيدا عن التعصب للمرجعية الثقافية العربية ، بل من أجل إيجاد الكيان النقدي العربي في دائرة النقد العالمي.

قائمة المراجع:

1- أحمد بلخيري : المصطلح في الثقافة العربية،دار الكتب المصرية ،د،ط/،د،ت.
2-أحمد مطلوب: في المصطلح النقدي ، منشورات المجمع العلمي ، بغداد،العراق، د،ط 2002.
3-إسماعيل بن اصفية : الدراما بين النص و العرض، مجلة الحياة الثقافية،ع188،ديسمبر2007،تونس.
4- أرسطو : فن الشعر،تر، إبراهيم حمادة،مكتبة الأنجلو مصرية،د،ط،د،ت 5- جاللينوس: كتاب جاللينوس في فرق الطب للمتعلمين،تر،أبو زيد حنين بن اسحاق العبادي المتطبب، الهيئة المصرية للكتاب،ط،1،1978.
6- حلمي خليل:دراسات في اللغة و المعاجم، دار النهضة العربية،بيروت،ط.،1998
7 - حمادة شوقي:عجيب اللغة،مؤسسة نوفل،بيروت لبنان،د،ط،1984.
-عبد الملك مرتاض: نظرية النص الأدبي دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ط2،2010،ص145.
8- عبد الغني بارة : إشكالية تأصيل الحداثة في الخطاب النقدي العربي المعاصر ، ،مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب د،ط ، مصر،2005.
9- محمد غنيمي هلال: النقد الأدبي الحديث،دار العودة ،بيروت .
10- ممدوح محمد عمار: علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية دار الفكر ، مكتبةالأسد،ط 1،دمشق،سوريا،2008.
10- عبد الملك مرتاض: دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر ،د،ط،د،ت.
11- عبد الكريم شرفي : من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة دراسة تحليلية نقدية في النظريات الغربية الحديثة ، منشورات الاختلاف،الجزائر،ط1،2000.
12- يوسف مقران : المصطلح اللساني المترجم مدخل نظري في المصطلحات،دار و مؤسسة ارسلان دمشق سوريا ط1،2007.
13- عبد النبي اصطيف:دعوة إلى النهج المقارن، مجلة الأقلام،ع12،ديسمبر1981.



14- سعيد بن كراد :السيميائيات مفاهيمها و تطبيقاتها،منشورات الزمن،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،د،ط ،2002.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.