براعم الفصل الأخير لعدنان العربي رؤية انسانية لواقع محلي

براعم الفصل الأخير .. كتاب خواطر في خريف العمر، للكاتب اللبناني العربي الاديب عدنان محمد العربي ، الصادر عن دار مكتبه الفقيه في بيروت ، فيه كلمات ومشاريع قصص وخطوط عريضة لرواية او فيلم سينمائي او مسرحية يكتبها الكاتب بل الاديب عدنان العربي المعروف بعدنان الغول في كتابه الجديد .
الاسلوب يراوح بين الواقعية وأدب المذكرات بثقافة حرة يصبها الكاتب من دم قلبه على الورق واحيانا" على الشبكة العنكبوتية..
هو عدنان الغول في الكتابة بمعناها المقيم في الذات الانسانية،
لا يبرح يومياته وعوالمه الخاصة ، يرتبط اسمه بأدب الواقعية ، وهو لا شك من مدرسة الطيب صالح الروائي السوداني واثر الكبار في مسيرته واضح من نجيب محفوظ الى حنا مينه وحيد حيدر واحسان عبد القدوس واسماء لا تحضرني الآن..
لكنه كاتب يقص أوجاعه وهمومه اليومية بلغة يفهمها كل من يفك الحرف العربي ولغة الضاد ..
بارع هو عدنان العربي في كتابة ما ينص عليه ضميره الحي ، يتحرك في داخله الالم الانساني أحيانا" بلغة تشبه الواقع اللبناني وأحيانا" بلغة لها امتدادات عربية ، وفي أحايين كثيرة هناك اثر للهجرة والغربة والانتظار في أدبه ..
مسكون عدنان بالحياة والقوة والشجاعة والصبر والمثابرة والتصميم على صنع الحلول لمشكلات خاصة وعامة..
في عدنان العربي حياة شاعر وقصاص وروائي وكاتب سياسي وباحث لكنه هؤلاء جميعا" ..
لربما أراد في نهاية يومياته أن يحصد نتاج عمره ، وأن يعيد ترتيب اقامته الدائمة في أحضان الوطن ..
القارىء مدعو لأن ينتظر من جديد ويتابع ما كتب عدنان العربي على ابواب عام جديد،
في العالم القادم : يقيني أن عدنان العربي هو ما يطمح لتشكيل شخصية الكاتب الانساني في زمن رخص فيه الانسان في بحر من الدماء والتضحيات ..
مبروك لعدنان العربي كتابه الجديد ، الذي اتمنى ان يترجم الى لغات عدة عله يضيف الى لغة العالم القلق والخوف من المستقبل، وان يحمل ما في قلب الكاتب العربي ما يؤهله لنيل ما يستحق من تقدير وشهادة في الحب والصدق والالتزام .
.ثم أليس الأدب صورة عن الالتزام والحرية والتعبير غير المشروط؟
هكذا كانت أوراق عدنان العربي التي يدفع بها عنوة من الموت الى الحياة..

محمد درويش
اعلامي وشاعر
جنوب لبنان