لـيـلـى ... للشاعر ‏فايد ابراهيم‏

سيجي الدرب جلَّناراً ودفلى
وازرعي الخطو ياسميناً وفلاَّ

واحملي جرَّة الصباح ، وطوفي
في كروم الزمان حقلاً فحقلا

ثمَّ هلِّي بشائراً ووعوداً
يتخايلن كالعرائس تُجلى
حضنك اليوم دافئ ووريفٌ
وأمانيكِ كالينابيع جذلى

وأياديكِ كالغصون الدواني
تتباهى ثمارها تتدلَّى

فاصدحي وانفحي وفيضي جمالاً
كنبيذ الصباحِ يُنهَلُ نهلا

أنتِ والخمر والصفاء وشعري
ودم الشمس خمسة والمصلَّى

وعلى باب حبِّنا سوف تبقى
ترتدي قيسها ،وترقص ليلى

سوف تبقى حدائق الشعر أسنى
وفضاء الأنغام أحلى وأحلى

وأنا ــ الكهلَ ــ سوف أخلع شيبي
وركودي ، ووجديَ المضمحلاَّ

أقبس الجمر ، أرتدي ذكرياتي
وأرى العيش غِبطةً ليس إلاَّ

عنفوان الشباب يملأ صدري
وعناد الإقبالِ يُمعن بذلا

وجراحي إذا لمسْتِ جراحي
بحنانيكِ ينبت الشوك نخلا

أتماهى مع الصفاء، وتسمو
بي حروف النماء روحاً وعقلا

وشبابي يهلُّ من كنه شيبي
ومع الزهر يرقص القلب طفلا

*
أنتِ من أنت ؟ لجَّتي أم شراعي؟‍
وأنا من أنا؟ ‍ فضاؤكِ أم لا ؟‍

دخل الحبُّ بينا فاحتوانا
ودنا الشعر بلبلاً يتملَّى

وعلى مرتع البراءة هبَّتْ
نسمة تحمل الرسالة خجلى

وشوشت زهرة بقلبي فماستْ
خيلاءً ، وناسك الحبِّ صلَّى

ورأى الغيم ما رأى فأتانا
بحروفٍ على الخلائق تُتلى

يا حروفاً نذرتها لغزالٍ
شاء أن ينفح الدلالُ فدلَّ

فتمادى بسحره ،وتخطَّى
حُجًب النفس.ألفُ " أهلاً وسهلا "

---------------------------
من ديوان (على شرفة الرؤيا)