إيهاب مكي..
أقول إنني دخلت بستانا به تسعة وثلاثون زهرة بل أقول إنني دخلت ميدانا للثورة به تسعة وثلاثون جريحا
كل قصيدةٍ في هذا الديوان هي جُرح ينزف هي ألم يصرخ هي موت يضج بآلامه وسكراته
تسعة وثلاثون قصيدة طافت في وطننا العربي وحطت في قلب العالم العربي والإسلامي ..من فلسطين.. ثم إلى الشرق : العراق .. سوريا ..ولم تنس في رحلة عودتها أن تمر على
مصر بل إنها زارت مدينتي الحبيبة الإسكندرية .. أعطت ما يقرب من اثنتي عشر قصيدة لبلداننا قبل أن تستقر في بلدها الحبيب تونس .. وبتجرد عجيب جعلت قضية بلدها هي الأخيرة لكنها بالطبع كانت الأثيرة .. فقسمت باقي القصائد السبعة والعشرين في مناظرة حادة بين وطنها تونس كنموذج مصغر وحالة خاصة تلمسها بنفسها والوطن العربي كحالة عامة نعيشها جميعا
المتصفح للديوان ، " شهيد على قيد الحياة " قد يظن أنه ديوان سياسي .. ولكن و لكي تتأكد من هذا أوعدمه فأنت لا بد أن تفهم شاعرتنا وقضيتها الحقيقية .. قضيتها الأساسية التي تصرخ بها هي الإنسان والإنسانية .. وقد تتمثل فيها المعاناة في قذارة السياسة والساسة تارة و في الحرب والدمار تارة أخرى .. وقد تكون قضية اقتصادية تتحدث عن الفقر والمعاناة كما ورد في القصيدة التي أسرتني وأبكتني وأدمت قلبي .. ألا وهي قصيدة : (رانية .. لمسة الفقر كم قاسية ) إنها القصيدة السابعة والعشرون في الترتيب ولكنها الأولي في
انعدام الإنسانية في أوطاننا و فيها رثاءٌ حزينٌ جداً إلى روح رانية التي قتلها الفقر في الشتاء الماضي فإذا بنا نسمع روح الشاعرة من خلف كثبان العذاب تنادي بنحيب يمزق نياط القلوب وتدعو ( يا ويح من قتل رانية ) ...
الشاعرة نسيمة الهادي اللجمي وفي ديوانها "شهيد على قيد الحياة " نجدها قد سخرت حروفها مرفأ لأنات الإنسانية المكلومة فرقصت قصائدها رقصتها الحزينة الدامية على كل الأنغام الجريجة .. وكما أقامت الحجة على الكبير فهي لم تنس أن تحنو بقلب الأم الحنون على عصفورها الباكي المسكين وطفلتها التي ارتعشت في برد الشتاء .. ولعنتها على رصاصة ظالمة حمقاء استقرت في قلب ابنها بدلاً من أن تستقر في قلب العدو المغتصب .. فتوجهت بغضبها إلى الكبار ممن برزت كروشهم وتبلدت أحاسيسهم تحملهم كل ما يحدث للإنسان في وطنه من تشرد وجوع ويتم وظلم.. ولم تنس في شجاعة وقوة في الحق أن تلوم قائد السرب على خيانة الأمانة وتحذره من السقوط .
وأعلنت الشاعرة بأن العيدَ غضبٌ إن لم يتزين ببسمة على شفاه المستضعفين .. وأن العرب مهما وعدوا وتغنوا بالشهامة كاذبون وأنهم في الحب يمموا وجوههم نحو الجسد ونسوا الروح ..
أعلنت أيضا أن الموت في سبيل تراب الوطن زيادة في العمر وأن من يعيش في بلادنا إما أن يموت إنسانا أو يحيا شهيداً على قيد الحياة
فلما يئست من أوطاننا احتضنت إسلامها وهجرت بلاد العرب هجرت خستهم ودناءتهم ولكنها ظلت فيه بقلبها تعاني ما يعاني فيه المساكين لأنها وبرغم آلامها فهي قد أقرت بأن النار في بلادها سلام وجنة الغرب أبداً لن ترضيها
فارتحلت إلى مكة الحبيبة بروحها الناسكة المبتهلة لترسل إليها رسالة حب وعشق .. ومن داخل الكعبة ومن بلاد الإيمان ترفع يديها إلى الله في مناجاة رائعة وشكوى لله من مظلوم يشتاق للعدل والنور والسلام
شكرا لكِ أستاذتي ..نسيمة الهادي اللجمي .. استمتعتُ وارتقيتُ إلى سماء أشعارك فغسلتُ فيها قلبي من أدران الزيف والبهتان .. شكرا لقصائدك التي منحتني ليلة صافية قضيتها مبحرا بين أرقى الكلمات ومعانيها.
إيهاب مكي..
مصر الإسكندرية
أقول إنني دخلت بستانا به تسعة وثلاثون زهرة بل أقول إنني دخلت ميدانا للثورة به تسعة وثلاثون جريحا
كل قصيدةٍ في هذا الديوان هي جُرح ينزف هي ألم يصرخ هي موت يضج بآلامه وسكراته
تسعة وثلاثون قصيدة طافت في وطننا العربي وحطت في قلب العالم العربي والإسلامي ..من فلسطين.. ثم إلى الشرق : العراق .. سوريا ..ولم تنس في رحلة عودتها أن تمر على
مصر بل إنها زارت مدينتي الحبيبة الإسكندرية .. أعطت ما يقرب من اثنتي عشر قصيدة لبلداننا قبل أن تستقر في بلدها الحبيب تونس .. وبتجرد عجيب جعلت قضية بلدها هي الأخيرة لكنها بالطبع كانت الأثيرة .. فقسمت باقي القصائد السبعة والعشرين في مناظرة حادة بين وطنها تونس كنموذج مصغر وحالة خاصة تلمسها بنفسها والوطن العربي كحالة عامة نعيشها جميعا
المتصفح للديوان ، " شهيد على قيد الحياة " قد يظن أنه ديوان سياسي .. ولكن و لكي تتأكد من هذا أوعدمه فأنت لا بد أن تفهم شاعرتنا وقضيتها الحقيقية .. قضيتها الأساسية التي تصرخ بها هي الإنسان والإنسانية .. وقد تتمثل فيها المعاناة في قذارة السياسة والساسة تارة و في الحرب والدمار تارة أخرى .. وقد تكون قضية اقتصادية تتحدث عن الفقر والمعاناة كما ورد في القصيدة التي أسرتني وأبكتني وأدمت قلبي .. ألا وهي قصيدة : (رانية .. لمسة الفقر كم قاسية ) إنها القصيدة السابعة والعشرون في الترتيب ولكنها الأولي في
انعدام الإنسانية في أوطاننا و فيها رثاءٌ حزينٌ جداً إلى روح رانية التي قتلها الفقر في الشتاء الماضي فإذا بنا نسمع روح الشاعرة من خلف كثبان العذاب تنادي بنحيب يمزق نياط القلوب وتدعو ( يا ويح من قتل رانية ) ...
الشاعرة نسيمة الهادي اللجمي وفي ديوانها "شهيد على قيد الحياة " نجدها قد سخرت حروفها مرفأ لأنات الإنسانية المكلومة فرقصت قصائدها رقصتها الحزينة الدامية على كل الأنغام الجريجة .. وكما أقامت الحجة على الكبير فهي لم تنس أن تحنو بقلب الأم الحنون على عصفورها الباكي المسكين وطفلتها التي ارتعشت في برد الشتاء .. ولعنتها على رصاصة ظالمة حمقاء استقرت في قلب ابنها بدلاً من أن تستقر في قلب العدو المغتصب .. فتوجهت بغضبها إلى الكبار ممن برزت كروشهم وتبلدت أحاسيسهم تحملهم كل ما يحدث للإنسان في وطنه من تشرد وجوع ويتم وظلم.. ولم تنس في شجاعة وقوة في الحق أن تلوم قائد السرب على خيانة الأمانة وتحذره من السقوط .
وأعلنت الشاعرة بأن العيدَ غضبٌ إن لم يتزين ببسمة على شفاه المستضعفين .. وأن العرب مهما وعدوا وتغنوا بالشهامة كاذبون وأنهم في الحب يمموا وجوههم نحو الجسد ونسوا الروح ..
أعلنت أيضا أن الموت في سبيل تراب الوطن زيادة في العمر وأن من يعيش في بلادنا إما أن يموت إنسانا أو يحيا شهيداً على قيد الحياة
فلما يئست من أوطاننا احتضنت إسلامها وهجرت بلاد العرب هجرت خستهم ودناءتهم ولكنها ظلت فيه بقلبها تعاني ما يعاني فيه المساكين لأنها وبرغم آلامها فهي قد أقرت بأن النار في بلادها سلام وجنة الغرب أبداً لن ترضيها
فارتحلت إلى مكة الحبيبة بروحها الناسكة المبتهلة لترسل إليها رسالة حب وعشق .. ومن داخل الكعبة ومن بلاد الإيمان ترفع يديها إلى الله في مناجاة رائعة وشكوى لله من مظلوم يشتاق للعدل والنور والسلام
شكرا لكِ أستاذتي ..نسيمة الهادي اللجمي .. استمتعتُ وارتقيتُ إلى سماء أشعارك فغسلتُ فيها قلبي من أدران الزيف والبهتان .. شكرا لقصائدك التي منحتني ليلة صافية قضيتها مبحرا بين أرقى الكلمات ومعانيها.
إيهاب مكي..
مصر الإسكندرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.