الصفحات

أبيض وأســود || عادل المعموري

فوجئ بتلك الفتاة الجميلة تبتسم له ، اقتربَ منها ، احتارَ كيف يبدأ الكلام معها ، فرصة لن تتكررمعه ثانيةً، كانت تجلس لوحدها ، سحب الكرسي المقابل وجلس ينظر إليها ، لمّا طال الصمت بينهما ، قال لها :
_مساء الورد سيدتي ؟
إنتبهت لوجوده وتمتمت :
_مساء النور ....فنجان قهوة لوسمحت؟
استغربَ لطلبها، توقّفَ برهة ثمّ غابَ لدقيقة
وعاد بالقهوة ليضعها أمامها على الطاولة بكل هدوء ، ظلّت جالسة تنتظر شيئاً ما

..فيما مكثَ يجلس أمامها دون كلام ، بعد قليل سمعها تقول :
_أين ذهب هذا النادل ... لقد نسي أن يجلبَ لي ما طلبتُ ؟!
_فنجان القهوة أمامك سيدتي منذ ثلاث دقائق !
اضطربت عند سماعها صوته، فتحرّكت ذراعها بحركة لا إرادية، لينقلب الفنجان ويندلقُ السائل فوق شرشف الطاولة . .رآها تتحسَّس الفنجان بأصابع مضطربة دون أن تمسّه .قالت :
_آسفة ...كنتُ اتمنى أن أرى قهوتي ..وأن أشاهد منظر المقهى...كم وددتُ أن أمتّع ناظري بألوان الزهور التي أشم رائحتها الزكية الآن ..نبرات صوتك جميلة.. كم اتمنى أن أرى وجهك ... هل ياترى هوّ بجمال صوتك؟
ظلَت تتحدّث وهي تعدّد أمنياتها ..فيما قام منسحباً من أمامها بكل خُفّة.
تاركأ إياها تبثُّ مشاعرها في الفراغ.
كان الفراغ موحشاً !

 عادل المعموري

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.