الليلة الأولى: ليالي مثل قلوب بعض العابرين
الليلة هي كجميع ليالي فصل الشتاء الباردة والثلوج المتساقطة بمنطقة قارية، حيث كل متغيرات المناخ تصل فيها إلى أقصاها. قررت أن أؤثث مكتبي نهارا ، علقت بعض الشواهد التقديرية على جميع جدران الغرفة. حيطان المكتب لم تستوعب كل هذه الكراتين المزخرفة. نظرت حولي. أنا التي تعشق الفوضى بمرسمها وتكره حتى ترتيب عبوات الصباغة. إن رتبتها يوما بشكل ما،أحس أنها تراقبني بأعينها الخفية وتتبع جميع حركاتي المتكررة والغير المتناسقة. فأحس بضيق داخلي. تنهدت ثم أشفقتُ على الجدار منها.أنا لا أحتاج إلى مكتب مرتب ومزخرف لأمارس طيش أفكاري على حاسوبي المهترئ.
الليلة أحتاج فقط لليل طويل ورفقة على الأزرق دون أن تشاركني أي حوار مباشر على الخاص. نعم رفقة تبوح بألمها وأحزانها دون الاكثراث بردة فعلي، ورفقة تشاطر صور كل حركاتها وسكناتها دون أن تنتظر وجهة نظري. كم أكره الرفقة التي تحاول التسلل إلى عالمي الخاص لتسرق وقتي بتافهات لا تغني ولا تسمن كالحديث عن فضائح البعض أو خصوصيات البعض الآخر.
منذ الليلة سأرحل من عالم الأصباغ لأسكن عالم الأحرف والكلمات أمام مدفأتي العتيقة. أراقب النار وهي تقضم رزم الخشب التي نمت خلال عقود لتظهر على أعقابها إمبراطورية رماد في بضع ساعات. هنا مع الكتابة، حتى يرحل هذا البرد القارص بأمطاره وثلوجه. هذه الكتابة التي لا يمكن أن تكون مشروعا مؤجلا لظروف شخصية أو خارجة عن الإرادة، لأنها هي العلامة الوحيدة على حياة الفرد، وأنا لدي من الحُبِّ الكثير والسير الطويل لأكتب فتُولَدُ الكتب كما قال: بابلو نيرودا ، لكن أية كتب أريد؟ وبماذا احلم فيها؟
هذه الليلة كان النومُ حلمي الوحيد. وكان لا بدَّ أن تتشاجرَ القطط خلف نافذتي بشجرة الرمان، لتوقظني بعد منتصف الليل بدلاً من المنبه الذي قد يراوغُ الزمن. لقد جاءت لتسرق فراخ الحمام الصغيرة من أعشاشها،وكانت مشروعاتُ الكتابة هي الوحيدة التي استباحت أحلامي لتؤجلها حتى إشعارٍ آخر......الجزء 1 من قصة ليالي بلا أبواب ولا نوافذ
الليلة هي كجميع ليالي فصل الشتاء الباردة والثلوج المتساقطة بمنطقة قارية، حيث كل متغيرات المناخ تصل فيها إلى أقصاها. قررت أن أؤثث مكتبي نهارا ، علقت بعض الشواهد التقديرية على جميع جدران الغرفة. حيطان المكتب لم تستوعب كل هذه الكراتين المزخرفة. نظرت حولي. أنا التي تعشق الفوضى بمرسمها وتكره حتى ترتيب عبوات الصباغة. إن رتبتها يوما بشكل ما،أحس أنها تراقبني بأعينها الخفية وتتبع جميع حركاتي المتكررة والغير المتناسقة. فأحس بضيق داخلي. تنهدت ثم أشفقتُ على الجدار منها.أنا لا أحتاج إلى مكتب مرتب ومزخرف لأمارس طيش أفكاري على حاسوبي المهترئ.
الليلة أحتاج فقط لليل طويل ورفقة على الأزرق دون أن تشاركني أي حوار مباشر على الخاص. نعم رفقة تبوح بألمها وأحزانها دون الاكثراث بردة فعلي، ورفقة تشاطر صور كل حركاتها وسكناتها دون أن تنتظر وجهة نظري. كم أكره الرفقة التي تحاول التسلل إلى عالمي الخاص لتسرق وقتي بتافهات لا تغني ولا تسمن كالحديث عن فضائح البعض أو خصوصيات البعض الآخر.
منذ الليلة سأرحل من عالم الأصباغ لأسكن عالم الأحرف والكلمات أمام مدفأتي العتيقة. أراقب النار وهي تقضم رزم الخشب التي نمت خلال عقود لتظهر على أعقابها إمبراطورية رماد في بضع ساعات. هنا مع الكتابة، حتى يرحل هذا البرد القارص بأمطاره وثلوجه. هذه الكتابة التي لا يمكن أن تكون مشروعا مؤجلا لظروف شخصية أو خارجة عن الإرادة، لأنها هي العلامة الوحيدة على حياة الفرد، وأنا لدي من الحُبِّ الكثير والسير الطويل لأكتب فتُولَدُ الكتب كما قال: بابلو نيرودا ، لكن أية كتب أريد؟ وبماذا احلم فيها؟
هذه الليلة كان النومُ حلمي الوحيد. وكان لا بدَّ أن تتشاجرَ القطط خلف نافذتي بشجرة الرمان، لتوقظني بعد منتصف الليل بدلاً من المنبه الذي قد يراوغُ الزمن. لقد جاءت لتسرق فراخ الحمام الصغيرة من أعشاشها،وكانت مشروعاتُ الكتابة هي الوحيدة التي استباحت أحلامي لتؤجلها حتى إشعارٍ آخر......الجزء 1 من قصة ليالي بلا أبواب ولا نوافذ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.