الصفحات

أقحوانة تشرين .. بقلم: لينة محمّد فرّان

 لينة محمّد فرّان
 لينة محمّد فرّان
يا أُقحوانة تشرين، هلّا نادَيتي لهُ بألحانِ انحنائاتكِ، إنّي بهِ عالقةٌ ولهُ أَحِنُّ وأُجَنُّ عليهِ، كلّما زارَني طيفُه في البُعدِ زادَ تعطّشي إليه، أرسلتُ إليهِ قُصاصاتٍ ورقيّة تَحمِلُ عِطرَ لقاءنا الأوّل، لعلّها تلقىٰ منهُ شيئًا من الإحتضان، فيقرّبُها من صدره المتجمّد، فتعودَ إليَّ وبها بعضٌ مِنه، إنّ بعضي لبعضهِ مُشتاقٌ جدًا وأكثر، فمنذُ أن تَجاوزت عيني عينه عند الرّحيل، والحياةُ متوقّفةٌ تشتهي حَملقتهُ
بي مجدّدًا، رأيت بين يديهِ حبّه لي، فإذا ما رآني استكانَ قلبُه وهدأ، تمنيتُ لو أنّني نسمةٌ تجيء إليهِ كلَّ مساء فتغفو بين راحتيهِ لترتاحَ، فيزيحُ بامتزاجهِ معها كلُّ ما كان يعتصرُ
بين أجنحة فؤادها مسبِّبًا لها التّحطّم، فأعودُ لأغدو لامعةً من جديد، تضيء كفّايَ بمصابيحٍ ربّانية كلّما صافحني، وكان في كل مُصافحةٍ يضمُّ قلبي، فأراهُ يتحوَّلُ إلىٰ قيثارةٍ مُتناغمة، تتداعبُ النّوتات الموسيقيّة عبرها، فتعيدُ للحَياة الحياة، ويغفو الصّباحُ علىٰ كتفهِ الرّقيق حتّىٰ ألتقيَهُ مجدّدًا.

لينة محمّد فرّان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.