خيبة ــ قصة قصيرة || ناهد الغزالي

"في ليلة شتوية قاسية البرد، غزيرة الأمطار، جلست في غرفتها ترتشف قهوة المساء بعد أن عدلت موجة الراديو، حيث انبعث صوت طربي، استرسلت في الغناء، والضحك وهي تتصفح هاتفها، ثم أمسكت دفترها، وهمت بكتابة قصيدة، كان حبيبها أحمد بطل كلماتها، الفتى المدلل لقلمها ولقلبها..."
-أحمد، أريد أن أسهر هذه الليلة مع أصدقائي، لقد وصل وفد السائحين ليلة أمس، اشتقت
لهم جميعا....
تسكت قليلا ثم تضيف: حبيبي هل تأتي معي؟

-لا يا "تِياَ" سيرافقك السائق إلى هناك، أنا مشغول جدا بدروس الطلاب...
وجه كلامه دون أن يرفع رأسه من القصة.
طبعت تِيا قبلة على خد زوجها وغادرت...
أحس أحمد بحنين جارف لحبيبته السابقة،
-مازال إحساسك ناطقا من كلماتك، نفس الأسلوب والرقة،
واصل قراءة القصة، وما إن قرأ " هاقد تحررتُ من أصفاد الزواج الظالم، لقد ذبلت يا أحمد" حتى أجهش بالبكاء،
مازالت تخاطبه في كتاباتها، هل هذه الأحداث حقيقة أم خربشات روح متعبة من خيانتي، نعم أنا خائن.."
أسرع إلى المرآة يرمق انعكاس صورته بغضب، ثم أمسك هاتفه، وبأنامله المرتعشة اتصل بها من رقمه الجديد...
-ألو....
صُدم، عند سماعه لصوت رجالي....
لقد كانت مجرد كلمات، في روايتها الجديدة، بكى بحرقة،
عانق الوسادة ونام، أما زوجته الأجنبية، مازالت في حانة المدينة مع أصدقاءها.

ناهد الغزالي
تونس