الصفحات

نفق الحطام ... شعر : مصطفى الحاج حسين

... وكانَ الليلُ
يخمشُ أهدابَ النّومِ
ويمنعني
من التّسلّلِ إلى رقادي
الأرضُ تقفزُ بي
إلى طرقاتٍ لاهبةٍ
تكتظُّ بالصهيلِ
أمشي فوقَ ضحكةِ الحُلُمِ
أحملُ في خطواتي

أجنحةَ العشقِ الأخير
وأصبو إلى مرتفعاتِ الرّيحِ
لأكتبَ قصيدتي
على دفترِ النّدى الأبيضِ
وَأُسْمِعُ آهاتِ دمي للشّوقِ
عساني أقطُفُ نسمةً
من أغصانِ المدى
وأضمّدُ هَسِيْسَ الضُّحى
أتسلَّقُ لوعتي
وأمسكُ بحفيفِ الذّكرياتِ
وتحاورُ الهاويةُ سقوطي
تقولُ :
- علامَ تهربُ من حضني
وأنتَ مطرُ ضلوعي ؟ !
وأنا أهربُ من ظلّي
المتربّص بنهوضي
ليدفعني تحتَ عجلاتِ الغيابِ
أمضي إلى دمعتي النّاهدةِ
لأسقي جبالَ الجنونِ
ففي صرختي بُحَّةُ الموتِ
يتأجَّجُ الخرابُ في دمي
تَسْتَعِرُ نهايةُ الجدوى
ويمتدُّ أمامي نفقُ الحُطامِ
وفي آخرِ الظّلمةِ
تَتَبَيَّنُ لي أجنحةُ البلاد .

مصطفى الحاج حسين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.