الصفحات

هواجس تائهة للشاعر ماهر القطريب وتساؤلات (لماذا؟)

كتبت رزان القرواني :ــ
إن لقصائد الشاعر ماهر القطريب تذوقاً جمالياً وطابعاً حزيناً في عالمه اللامتناهي من الألم والجراح وقسوة السنين الماضية.
(هواجس تائهة) هذا العنوان لطالما لفت نظري ونقلني إلى عالم الفلسفة, فمن يقرؤه يدرك بأن الشاعر يعبر من خلاله عن زمن مليء بقسوة الأيام, فأخذ كلمة هواجس ليسجل كل ما يخطر ويدور في ذهنه من أفكار ومعان وأمور, فهي من مخزون مخيلته الشعرية التي تريد الوصول إلى كل ما هو إنساني مُعبّر وجميل.‏

ووصف هذه الهواجس بكلمة تائهة ليمُدَّ أدبه الشعري بالمفردات التي تنبع من أعمق المعاني الإنسانية والصور المتدفقة من صميم قلبه...‏
وأكثر ما شدّني في مجموعته الشعرية قصيدته (لماذا!!!) التي تكررت سبع مرات كعنوان لكل قصيدة, ولعلّ المتأمل يجد في (لماذا!!!) السبعة فلسفة وموسيقى رومانسية عذبة خفية... ولا أخفي بأن هذا العنوان جعلني أتذكر سيمفونية بيتهوفن السابعة.‏
يقول الشاعر في (لماذا!!!) الخامسة ص (101) :‏
والخطأ .. بات عادة‏
وما زلنا حتى اليوم نتخبط ونتلذذ‏
بالخطأ‏
والخطيئة..!؟؟‏
كما يقول في (لماذا) الثالثة ص (95):‏
قطرة إثر قطرة يولد‏
سيل‏ وذكرى إثر ذكرى‏
يولد‏
حنين‏
وقبلة إثر قبلة يولد‏
العشق....‏
وكالسيل يولد‏
الألم...؟؟‏
كما استفتح الشاعر قصيدته (لماذا!!) بألفاظ حيوية تبعث التفاؤل من جديد بميتا شعرية (نكتب, نفكر, نزاوج, نربي, تزهر....).‏
فلفظة (نربي) توحي بأن الكلمة تولد الكلمة, ومن المحال أن تنتهي الكلمات... فهذه اللفظة دلّت على خيال الشاعر النيّر الخصب, ومن خلالها تزهر المعاني وتنبع القصائد لتصل إلى يد كل قارئ, فيدرك القارئ مدى وجع هذه القصيدة التي تمثل روح الشاعر الأليمة.. ومن هنا نصل إلى محيط هواجسه التائهة في (لماذا!!) السابعة التي تنتهي بقدر ومصير الإنسان الذي يخرج من دائرة السلام.‏


رزان القرواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.