الصفحات

العتمة ــ قصة قصيرة || فاطمة الزهراء عايب

تتموج الخطوط وتتشابك وتنذر بخطر الحقد الدفين معلنة تحدي النور الساطع الوهمي فتتلاشى الابتسامات المزيفة ويكشر الجميع عن أنيابه، فتنكشف بذور الجراح الغائرة فتنطلق من حطام النّفوس الجريحة معلنة كسر الجدار الجليدي ، وعندما ينعدم الحوار ويستبدّ صاحب الكرسيّ الخشبي ليحفر عميقا عثراته حينها يزمهر الريح الحاقد ويتفنن الجميع في الرفض الصارخ ، ويُصنَعُ نسيج العنكبوت الواهم معلنا الحماية . ويتلوّن البساط المنسوج بالقهر حالما بالراحة
الوهمية لعلها تُعيدُ الأحلام المهشمة المزروعة في تربة مالحة لا تؤمن بالنموّ، فتخنقها في ظلال غشاوة العتمات والتضليل فيصنع المرارُ المتسلل خيطه ، ويتلوى بسموم الثعابين وينتشر في كلّ البقاع المظلمة ، ويتحوّل الحلم إلى سراب وتندثر المودة ويتبدى الصراع ، فينسج الجميع احترافية الخداع وتلعب الرّياح بالكرسي المتشبث بالاستبداد وتتسع فجوة العتمة اللعينة وتأبى إلا المراوغة ، فينقلب السحر على الساحر وتنقشع الغيوم الرمادية وتسقط كل الأقنعة المزيفة ويزداد جبروت مالك الكرسي الوهمي فيظهر رغم ظلمه ضحية ، فتنكسر كل المرايا المصطنعة وتصير النفوس الضعيفة أكثر شراسة ، فتنمو بالحقد القابع بين رماد التراب الغائر ويزداد الصراع فجوة بانعدام ثورة الكلمة المنتفضة ، فيخسر الظالم والمظلوم وتتهشم الطموحات ، فتضحك الشمس المختفية ، وتأبى بعث أشعتها المرسلة مؤمنة أن الانتفاضة سحرها صفاء أبى إلا الاختباء أمام جبروت كثرة العتمات!

 فاطمة الزهراء عايب
* قاصة وأستاذة جامعية جزائرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.