الصفحات

زَمْجَرَةُ الْعِطْرِ .. للشاعر التونسي محمد علي الهاني

القناديلُ مُطْفَأَةٌ
شجرُ اللّيلِ نامَ على ساعِدِ الصَّمتِ فوق يدِي
القناديلُ مُطْفأةٌ
في دمِي قَمَرٌ
تتناسلُ مِنْهُ بُدُورٌ بِلا عَدَدِ

يا سماءَ الدُّخانِ
إذا زَمْجَرَ العطْرُ- عند ارْتطامِ الْكواكبِ - فَابْتَعِدِي
أيُّها الواقفونَ على جُثَّتي
كالسُّؤالِ المُفَاجِئ يطْلُعُ مِنْ جَسَدِي نَيْزَكٌ
فَتُفَتِّحُ بَوَّابةَ الاخضرارِ المُشاكِسِ كَفُّ الْغَدِ



أيُّها الواقفون على جُثّتي
تسألُ الرِّيحُ أشْرِعَتِي
عن صدى لوْنِها في مرايا الصَّدَى
يسألُ الموجُ أُغْنِيَتِي
عن هَوَى هاجرَتْهُ النَّوَارِسُ
بعد اشْتعالِ المراكبِ فِي السَّاحِلِ الأَسْودِ

يَتُهَا الرِّيحُ... هذا دَمِي في المرايا
شِفَاهٌ مِن الأقْحُوَانِ تُغنِّي
وحولَ الشِّفاهِ فَرَاشٌ يُراقِصُ نَجْمَ اللَّظَى
أيُّها المَوْجُ ... ذَا ساحِلٌ
يَتَنَفَّسُ كالصُّبْحِ يَمْتَدُّ أَخْضَرَ كالْحُلْمِ في كَبِدِي
فادْخُلاَ بِسلامٍ
أنا أَنْتَمِي لِلرَّياحِ ولِلْمَوْجِ والْعُنْفُوانِ
وكُلُّ الذين على جُثّتي وَقَفُوا
يَنْتَمُونَ إلى اللَّيْلِ والْوَحْلِ والزَّبَدِ

أيُّها الواقفون على جُثّتي
اِنْحَنَى حَجَرٌ لِخَرِيفٍ مَضَى
اِنْحَنَى شجرٌ لِربيعٍ أَتَى
لمْ يَكُنْ جسدي حجرًا
لمْ يَكُنْ جسدي شجرًا
كان فوق الحجارةِ والشَّجَر المُنْحَنِي
في السَّماءِ بُرَاقًا بلا جَسَدِ.

محمد علي الهاني
 تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.