’’ اسم ’’
كان فرحاً حين اتصل يبشره بولادة ابنه البكر: اخيراً يا أبي رزقت بمولودي المنتظر، أحب أن تختار لهُ إسمه.... لم يتأخر أبوه بالإجابة ... لا يا ولدي دعه أمنا بلا إسم ولا هوية
بقلم : الأستاذ طالب زعيان ـ العراق
قراءتي
بدأ الكاتب بعنوان إسم وهوما يُطْلَق على شَخْص أو شيء للتَّعريف به، للاِسْتدلال به عليه.
عبر السرد بضمير الغائب أي أنه يتحدث عن شخص ما، كان فرحا حين اتصل يبشره بولادة ابنه البكر، الذي انتظره طويلا.
لم يتأخر أبوه بالإجابة.
هنا يجب أن أتوقف وأتأمل هذا النص التقريري المكشوف جدا.
فالمحادثة التلفونية كانت بين أب وابن، عرفنا بها خبر ولادة مولود بكر ويطلب الابن من الجد إلقاء اسم عليه، وهي عادة قديمة ونوع من التكريم، وعادة المولود البكر يحمل اسم الجد من ناحية الأب.
كان ردة فعل الجد سريعة لأنه ممتلئا ألما، فقد وضع الابن الملح على الجرح، كشفت ذلك القفلة ( لا ياولدي دعه آمنا بلاإسم ولاهوية )
القفلة هنا هي عقدة القصة، وهي وهجها.
متى أسماؤنا تكون حملا ثقيلا علينا؟!.
متى جنسيتنا تكون هما؟!.
أن مفهوم الهوية الوطنية هو عبارة عن بطاقة التعريف التي تمتلكها كل دولة مستقلة ذات سيادة بحيث تُبرز شخصية المجتمع ومنها يستمد قوته الوطنية الواحدة لمواجهة تحديات الحاضر المزري في العراق.
قبل الاحتلال عندما يُسأل العراقي من أي بلدِ أنت، يُجيب أنا عراقي، أنا عراقي فقط لأن هوية العراق المفترضة كانت واحدة أوعلى الأقل لم تظهر الهويات الأخرى وتطفو على السطح بالشكل الذي هي عليه الآن، أما في الوقت الراهن عندما يُجيب العراقي أنهُ من العراق لا بد من التفصيل؛ فالجواب لا يُثري السائل على ما يبدو، فهناك عراقي شيعي وسني وكردي وهويات أخرى فرعية ممزوجة بهوية العراق الوطنية الضائعة، عراق الوطن الذي من المُفترض أن يَحوي ويَحمي ويَستظل الجميع تحته.
يقول ثامرعباس في كتابه الموسوم "الهوية الملتبسة": "إن ضعف الهوية الوطنية لأي شعب يؤدي إلى ضعف الشخصية الاجتماعية والفردية، إضافة إلى كثرة التوترات السياسية وسيادة العنف وديمومة الاستبداد والديكتاتورية’’.
إن أكبر أزمة تعرضت لها الهوية العراقية هي بعد الاحتلال عام 2003، وذلك بعد قيام الولايات المتحدة بانتهاج سياسة تقسيم المجتمع العراقي أو إعادة تنظيمه على أساس طائفي وإثني تحت ذريعة العدل بين العراقيين وحماية الأقليات المضطهدة؛ فانتقلت المفاهيم الوطنية والتي تدعو إلى الوحدة إلى المفاهيم الطائفية والقومية والتي تدعو للولاء للهويات الفرعية التي كانت مستهجنة من قِبل أطياف واسعة من الشعب العراقي عامة.
ضاعت حدود العراق ومعها بعض مقومات الهوية، لكنها ما زالت عالقة بالذاكرة، وتَسربت السلطة بيد المليشيات والقوى السياسية والاجتماعية والأحزاب لكن مازال السعي نحوها على حِساب العراقيين، وغاب المشروع الوطني فضاعت الهوية الوطنية العراقية واستُعيض عنها بهويات فرعية غير وطنية، وفشلت الدولة وأفشلت معها روابط ومشتركات الأمة بمكوناتها المختلفة.
لحظة الحقيقة، هي لحظة مواجهة الذات، حين يصبح الاسم عبئا وهمّا، في بلد غرقت بالطائفية، وممكن أن يقضي الإنسان بسبب اسمه أو انتمائه لطاثفة ما.
وهنا الكاتب يسلط الضوء على ما آلت إليه الأمور بالعراق، وهي صرخة للعودة إلى وطن أم يحتوي الجميع ويصبح فيه الإنسان آمنا بغض النظر عن عرقه أو طائفته.
نعود إلى النص من ناحية تجنيسه الأدبي:
النص ينتمي إلى فن القصة القصيرة جدا، لكنه كتب بسرد بسيط مكشوف تقريري، ابتعد عن ملونات السرد وإيحاءاته، وابتعد عن الرمزية، وهذا برأيي أدى إلى إضعافه, فكرته جيدة تعبر عن هم وطني.
كان فرحاً حين اتصل يبشره بولادة ابنه البكر: اخيراً يا أبي رزقت بمولودي المنتظر، أحب أن تختار لهُ إسمه.... لم يتأخر أبوه بالإجابة ... لا يا ولدي دعه أمنا بلا إسم ولا هوية
بقلم : الأستاذ طالب زعيان ـ العراق
قراءتي
بدأ الكاتب بعنوان إسم وهوما يُطْلَق على شَخْص أو شيء للتَّعريف به، للاِسْتدلال به عليه.
عبر السرد بضمير الغائب أي أنه يتحدث عن شخص ما، كان فرحا حين اتصل يبشره بولادة ابنه البكر، الذي انتظره طويلا.
لم يتأخر أبوه بالإجابة.
هنا يجب أن أتوقف وأتأمل هذا النص التقريري المكشوف جدا.
فالمحادثة التلفونية كانت بين أب وابن، عرفنا بها خبر ولادة مولود بكر ويطلب الابن من الجد إلقاء اسم عليه، وهي عادة قديمة ونوع من التكريم، وعادة المولود البكر يحمل اسم الجد من ناحية الأب.
كان ردة فعل الجد سريعة لأنه ممتلئا ألما، فقد وضع الابن الملح على الجرح، كشفت ذلك القفلة ( لا ياولدي دعه آمنا بلاإسم ولاهوية )
القفلة هنا هي عقدة القصة، وهي وهجها.
متى أسماؤنا تكون حملا ثقيلا علينا؟!.
متى جنسيتنا تكون هما؟!.
أن مفهوم الهوية الوطنية هو عبارة عن بطاقة التعريف التي تمتلكها كل دولة مستقلة ذات سيادة بحيث تُبرز شخصية المجتمع ومنها يستمد قوته الوطنية الواحدة لمواجهة تحديات الحاضر المزري في العراق.
قبل الاحتلال عندما يُسأل العراقي من أي بلدِ أنت، يُجيب أنا عراقي، أنا عراقي فقط لأن هوية العراق المفترضة كانت واحدة أوعلى الأقل لم تظهر الهويات الأخرى وتطفو على السطح بالشكل الذي هي عليه الآن، أما في الوقت الراهن عندما يُجيب العراقي أنهُ من العراق لا بد من التفصيل؛ فالجواب لا يُثري السائل على ما يبدو، فهناك عراقي شيعي وسني وكردي وهويات أخرى فرعية ممزوجة بهوية العراق الوطنية الضائعة، عراق الوطن الذي من المُفترض أن يَحوي ويَحمي ويَستظل الجميع تحته.
يقول ثامرعباس في كتابه الموسوم "الهوية الملتبسة": "إن ضعف الهوية الوطنية لأي شعب يؤدي إلى ضعف الشخصية الاجتماعية والفردية، إضافة إلى كثرة التوترات السياسية وسيادة العنف وديمومة الاستبداد والديكتاتورية’’.
إن أكبر أزمة تعرضت لها الهوية العراقية هي بعد الاحتلال عام 2003، وذلك بعد قيام الولايات المتحدة بانتهاج سياسة تقسيم المجتمع العراقي أو إعادة تنظيمه على أساس طائفي وإثني تحت ذريعة العدل بين العراقيين وحماية الأقليات المضطهدة؛ فانتقلت المفاهيم الوطنية والتي تدعو إلى الوحدة إلى المفاهيم الطائفية والقومية والتي تدعو للولاء للهويات الفرعية التي كانت مستهجنة من قِبل أطياف واسعة من الشعب العراقي عامة.
ضاعت حدود العراق ومعها بعض مقومات الهوية، لكنها ما زالت عالقة بالذاكرة، وتَسربت السلطة بيد المليشيات والقوى السياسية والاجتماعية والأحزاب لكن مازال السعي نحوها على حِساب العراقيين، وغاب المشروع الوطني فضاعت الهوية الوطنية العراقية واستُعيض عنها بهويات فرعية غير وطنية، وفشلت الدولة وأفشلت معها روابط ومشتركات الأمة بمكوناتها المختلفة.
لحظة الحقيقة، هي لحظة مواجهة الذات، حين يصبح الاسم عبئا وهمّا، في بلد غرقت بالطائفية، وممكن أن يقضي الإنسان بسبب اسمه أو انتمائه لطاثفة ما.
وهنا الكاتب يسلط الضوء على ما آلت إليه الأمور بالعراق، وهي صرخة للعودة إلى وطن أم يحتوي الجميع ويصبح فيه الإنسان آمنا بغض النظر عن عرقه أو طائفته.
نعود إلى النص من ناحية تجنيسه الأدبي:
النص ينتمي إلى فن القصة القصيرة جدا، لكنه كتب بسرد بسيط مكشوف تقريري، ابتعد عن ملونات السرد وإيحاءاته، وابتعد عن الرمزية، وهذا برأيي أدى إلى إضعافه, فكرته جيدة تعبر عن هم وطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.