الصفحات

عيــــــونـــــــــه قصيـــــــــدة || حكيمة شكروبة

ينعطف الدمع تحت وشاح الحزن مزاحما حمائم السلام ،لتتهاوى الغيوم مع غروب الشمس المتمزقة ،ولان السراب موجود في كل الزوايا المظلمة اضحت الابتسامة متآكلة، والخوف محتمل.
أخر أيام السنة لبس النهار كل الأثواب جامعا في فصوله الوان قوس قزح ، ليتدحرج الشقاء بلون السواد في ايام ايلول ،وفي الأفق لاحت رماح تحملها ايادي متخفية بوشاح الغدر تغدو في عتمة الظلام منكسرة لتصيب طاووس ريشه ذو تلوين زاهي مما أشعل الحطب في موقد الهجر، فصرخ القلب العاجي متألما من انشطاره في كفتي الفرح والحزن،وعند تلاقي المحن في معبد
العشاق سرد الغيم لإزهار اللوز حكايات الفصول والأعوام .ففاض الدمع بين أنامل الليل مترنحا، وانطلق الشعر من مدينة بابل في سيل جارف يحاكي بقايا من خيال متألما ليستقر أخيرا في شفة النسيان.

بمضي الوجع بقلوب العاشقين بلا عناء الى الجحيم ،لتصنف الحروف كالفصول وتطبق الجفون جامعة مدامعها من رحلة التشريد ،فيحتمى الشوق باللهيب ويصبح جمرا في الأحداق،فتنزح من ذاكرة النسيان ألوان زاهية تعيد تشكيلات رسمت الفرح في شحوب لون وجهها المنكسر منذ أخر لقاء ،وأي ذنب اقترفت سوى أنها أصغت لتلاعب الدقائق بعواطفها في لحظات خوفها من نفسها على نفسها حين أدخلها صاحب العيون النارية إلى جنة الحب بلهفة عناق الغصن للزهر،و رمقها بنظراته النارية وكأنه اعتصرها من عمق العشق ،لتتعانقا في السماء أيادي حريرية ملساء معبقة بعطر الوفاء والولاء ، وتمسك بقبضة فولاذية أرتعش أمامها الهجير وانهارت الأعذار كخيوط العنكبوت في حياء.

لتطوف حولها احزان قلبها المغتال في ركح الوجع ، فاشتعلت نار ألمها المدجج بالنكسات ليصلبها في النهاية جلاد على وقع الجور ليحاكمها باقتصاص افراحها المتبقية ،فاعتنقت بعد ذلك الأعراف لتشيع ميلاد التمزق في جسدها المتعب فاحتار الفراق بأي لون يخيط جرحها وعلى أي شاكلة يقيم في ذكراها حفل تأبينها.

 حكيمة شكروبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.