الصفحات

مذكرات فتاة .. القاصة: فاطمة صلاح الدين الكردي

كنا مخطوبين وثنائي رائع عشنا قصةحب جميلة وراقية.
مضت الأيام وأنا وأحمد نحلم ونخطط لمستقبلنا .وكم عدد الأولاد وأسماءهم .والبيت الذي سنسكنه وعدد الغرف ولون الستائر والمفارش. نمضي معا أطول الأوقات وأخيرا أتخذ أحمد قراره بالسفر بعد أن تبلغ خدمة العلم وهو مؤجل دراسيا. وقال إنه سيسافر وبعد أن يحصل على الجنسية يبعث لي ولوالدية لم شمل. حزنت كثيرا ولكن لا حل أمامه غير السفرسافر ومرت الأيام كان يكلمني بين الحين والآخر ومر شهر تلو شهر وقلت رسائله حتى أنقطعت أخباره تماما وعرفت من والدته أنه تزوج من أجنبية أعطته الجنسيه الذي كان حلم بها
بكيت كثيرا ..تألمت ..حزنت

كل هذا ولد عندي حب الكتابة أخذت قلمي وبدأت أكتب
يقولون عزيزي الابداع يولد من القهر والموهبة تأتي من الألم والقوة نستمدها من الظلم
ترددت كثيرا إلى أن وصلت لهذا القرار الصعب لقد تطوعت بالكلية الحربية وبرتبة ضابط كوني جامعية ولبست البذة العسكرية وتدربت على جميع أنواع القتال وحملت السلاح وشعرت بكياني وأحسست بأني خلقت من جديد وأنا بقمة السعادة.....
.سألت نفسي مرارا كيف اكون سعيدة
هل أكون سعيدة.. عندماأنتقم من نفسي لأني كنت غبية وأحببت شخص لا يستحق كل هذا...الحب
هل أكون سعيدة.. عندماأعيش في نقطة خاطئة من حياتي وأحرم نفسي من الأنتقال إلى نقطة بدية جديدة...
هل أكون سعيدة..عندما أنطوي على نفسي أبكيك وأنت لا تستحق أن أفكر فيك .تركتني وحيدة أعاني في بحار الوهم والخيال وتركتني أتخبط بأمواج شعورك السلبي تجاهي
سأتركك وأبحث عن ذاتي وأكون مرتاحةجدا بدونك وداعا يامن كنت حبيبي في بعدك عني أنا أقرب إلى إنسانيتي أنت نقطة سوداء في حياتي أنت خائن للعشرة والأهل والوطن سأظل أنظر إلى الشمس نهارا والقمر ليلا لأني لا أحب الظلام ولاالظلم ولن أنظر إلى الخلف.. لأن الماضي أصبح تحت نعال البوط العسكري الذي انتعله ولا أحب العتمة ففي العتمة حصل الكثير بيننا كنت لاترى دموعي وأنا أتوسل إليك أن لاترحل وقلت لك وقتها البلد بحاجة لك ولكل شباب الوطن من سيدافع عنه وعني والديك الذين هم بأشد الحاجة لك للأسف كنت بلا شعور بلا إحساس بلا روح كنت لي وهما كنت لي لغز صعب فهمه أنت مثال الأنانية
أنا لا أبكيك بل أبكي على وطني أبكي أبناء بلدي أبكي مدينتي شوارعها أشجارها مآذنها كنائسها نمامات توحد ربها عند الفجر لا نامت أعين الجبناء وبعد فترة من الزمن وأنا في عملي أخبروني بإنفجار سيارة مفخخة في الحي الذي أسكن به اسرعنا لنستطلع ونطمأن عن الاهل والجيران وكان هناك تجمع غفير من الناس وسيارات الاسعاف وعلمت بأنه سقط بيت أهل أحمد وتوفي والده وأصيبت والدته بإصابات خطيرة أسرعنا بإسعافهاإلى المشفى وأجريت لها عملية وقالوا بأنها بحالة حرجة للغايةوهي تسأل عني طوال الوقت ذهبت لأستطلع الأمر وعندما رأتني بكت و قالت أتيتي بالوقت المناسب سأفشي لك سرا وأنا سأبرئ ذمتي قبل أن أموت سامحيني ياابنتي
لقد كذبت عليك عندما قلت لك بأن أحمد تزوج من أجنبية والحقيقة أن أحمد توفي غرقا عندشواطئ اليونان وعندما كان يكلمك كان مازل في تركيا والبيت الذي نسكنه هو بأسم أحمد وخفنا أن تقاسمينا به والبيت الآن من حقك ونطقت بالشهادة لقدشيعوا الثلاثة في يوم واحد وأقيم لأحمد قبر بين أمه وأبيه وكتب عليه مات غريبا هكذا هو حال السوريين تشرد وموت ودمار وخراب مأسي لاتنتهي.

 القاصة فاطمة صلاح الدين الكردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.