الصفحات

فريسة الملهاة || الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

للقدس أسرى بالبراق شهيدٌ
قالوا لماذا يضحّي يا ترى؟
والخبثُ في معنى السّؤال غرابا
وحشيُّ منه يبادر الطّعنات حتّى المنتهى
هي سيرةُ المرتدّ عنك مدينتي
فالقدسُ كالخنساء تبقى تهتدي تقويمها
دوراتها بمخالب الأصفاد ما صبغتْ بقاءْ
والشّمسُ تطرح مورقات النّور للأرواح من زيتونة
كالأمّهات بلا حواجز معتدي
وتقولُ يا وحشيُّ مالكَ تشحذُ الأنصالْ
سترى بأرصفتي حنايا من أهازيج الشّباب الثّائر

نجم الصّباح تذوّقَ الحجرَ المغنّي في يد..
تلقيه كفٌّ للفدائي كالسّموت إلى العدوّ الجاثم
كاليانعات العاشقات هناك يبدو حالها
نايُ الحزانى وحدها..هي قدسنا
وحمائمُ الأسوار والباحات ترنو تارةً
بمخاض مريم للطّهارة للصّمودْ
قد أمطرتْ من زهرة الترتيل وعد الماجد
أو تارةً ترتاحُ من نمرود في قرآنها ..
سرحتْ بعيداً للعلا
و لربّما من صرخة الجنديّة البلهاء تُخطفُ حقبةً
كلُّ الغزاة ترجّلوا صفر المنال بظلّها
يا حلمها في عشّ يستفتي البراقَ سكينة
لم تختلطْ نبراتها فيما يقولُ حاخامُ البلاءْ
تستنشقُ التاريخَ بالأقصى رحيق الأنبياءْ
رئةُ الفدائي وجدها كالواثبات إلى رصاصة غادر
وهما تقولان البلادُ شهادة الميلاد لي
مقلي انعتاقٌ للقيامة تستوي
لفراشة الرّؤيا مدارات الشّهيد ؛ ومهجتي
...............
عزُّ الصّقيع هنا على تنهيدة..
والمكرمات بغفلة هدهد مقتولْ
جبهاتُ كلُّ الصّائمين أمامك
ومحافلُ الملهى حدود المقبرةْ
جنحتْ إليك جهاتها
بسماتها عرسُ الجراح ونهرك الدّامي الصّدى
قتلوك مرثيةُ الشّغاف بأبجديــّة طاولات المعتم
عطرُ الحواس الرّيــْحُ تسبيها بمحبرة العدمْ
وحشيُّ سيّدها ُيقبـّلُ جثــّةً
والصّمتُ يرطنُ كالأعاجم لفظة الأمواتْ
كفريسة الملهاة قدسي ..لا نوافذُ لا ستائرُ تلثمُ المأساةْ

الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.