الصفحات

ثلاثية الرّجولة || الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

إلى الأسرى الكرام في سجون الكيان الصهيوني
1 ــ مرساة الغياهب
زغاريد الصّدى فرحُ اليتامى ..
كأرغفة تلاطم باللقاء
كروشٌ تمضغُ الأمل الموارى..
بأشرعة لها ريحُ الفناء
ولولا منطقُ النّسيان يهفو..
إلى كهف بمفردة الجفاء
لقدسي موعد الأدران يأتي..
فيا عيني مصيرك للضّياء

أراجيحُ التمنّي نحو ليل..
ومرساة الغياهب كالبلاء
أقمنا كالسّدود لكلّ نور..
فكيفَ دنتْ تعابيرُ الشّقاء؟
سبايا كذبة كنّا فراغاً..
نلوّكُ ترّهات بالغباء
سفائنُ تستقي سمْتَ التّلاشي..
ومنفى كانَ ملهى للخفاء
حرائرُ أرضنا شرفٌ ينادي..
حُمَاةَ القدس من غزو الهباء
بمسرى الأنبياء شطوطُ نور
تعمّدَ بالشّهادة والثّناء
أسيرٌ للأسير يقولُ هيّا..
فلسطينُ السليبةُ كالدّواء
بلاد الكبرياء لنا أعادوا..
وتاجُ الحرّ علياء الفداء
لهذا المستحيل هنا رجالٌ..
شموسٌ قد تجلّوا بالعطاء
مليءٌ كالسّحابة سوفَ يأتي..
غدَ السّجناء من طرق الإباء
جحيمُ الوقت يطلقُ لاطمات..
على خدّ البراءة بالرّياء
بنفسي ما بنفْسكَ قولُ آه..
فنحنُ القابضون على النّقاء
فلذّاتٌ بلا كبد غدونا..
حكايا للمنايا بالعراء
شروخُ المعْجزات لنا لظاها..
متى الغرباءُ حلّوا كالقضاء
نسائمُ كلُّ مقبرة ثرانا..
رميمُ القول راهبةُ الدّعاء
بلادُ الموْت فينا كالهدايا..
وخيلُ الصّبر في بئر الرّجاء
سفائنُ تستقي بحرَ التّلاشي..
ومنفى كانَ ملهى للخفاء

2ــ تباشيرُ الرّسائل
لنا يا ديكُ أغنية الحزانى..
أتصدحُ بالدّعاء هنا علينا ؟
تباشيرُ الرّسائل حينَ تهفو..
حنايا الفعل من رجل سجينا
وزلاّتُ التّناسي عينُ أعمى
وشمس الحبّ كم ترمي حنينا..
بناها بالكروش هنا ظنينا
بنا غربانُ يحتفلونَ جهراً..
وأسرى بالوفاء سقوا جبينا
رجالٌ هناكَ قد صدقوا سبيلاً
ولم يأخذْ النّهى مالاً رنينا
زنازينٌ تلوّحُ نحو فجر..
ويلقي كُحْلها بطلٌ سفينا
وذرّاتُ الكرامة يا بلادي..
بملح ضمَّ ماءَ.. شدّ دينا
غدُ السّجناء يزهرُ بالوصايا..
بأفئدة العباد تكنْ عرينا
لنا أسسُ البنادق كان صخراً..
فأينَ النّار ؛ أمْ صارتْ حنينا؟
إلى صور تهادوا بعدَ لغو..
وخيرُ القول يختصرُ الرّهينا
أسيرٌ ..والدّعاةُ على رميم..
أقاموا الصاخبات لهم قرينا
بقايا الصّبر في بيداء روح..
يطيرُ فتاتها علماً يقينا
جموحُ الترّهات تهبُّ ريحاً..
أيأخذُ كونها غيماً سمينا؟
طلاءُ الوقت بالأسباب عقمٌ
وخيلُ الحقّ تصهلُ يا معينا
وتاجُ الكبْرياء بكلّ رأس
به العلياءُ تستسقي حصينا
وفرسانُ الشّموخ إذا تجلّى
عدوٌّ غاصبٌ يرخي كمينا

3ــــ معراجُ النّضال 
لنا سَكَرَاتُ بالفرح المدلّى
بمعراج البنادق للنّضال
فأسرانا لنا فرشوا سبيلاً
بملح بعضُ ماء للكمال
أنحنُ قبالة السجّان رقمٌْ
بأمعاء وخاوية الظّلال
مصائدُ \ أوسلو \ سَقَرٌ تناهتْ
معاهدةُ المذلّة والنّبال
بقلب الحرّ تحْفرُ كالمنايا
تعابيرَ الحماقة كالخيال
تعرّبشُ الصّدى أحباب كرسي
بأذيال الخيانة كالحبال
يهوذا قاتلٌ وطني.. حياتي
متاهاتُ المهالك كالضّلال
ولا فرشتْ لعودتنا طريقاً
بموجات التفاوض والسّؤال
أنحنُ قبالة الإعدام جسمٌ
ضبابٌ قدْ تلاشى بالسّجال
ولا قدسٌ أعادتْ لي و أهلي
وزند القدس مسرى للخوالي
و معتقلٌ أنا.. وطني ومالي
سواكَ رسالةٌ مثلُ الهلال
وعهدُ الحرّ يزهرُ كلَّ وقت
بمأثرة الشّهادة والوصال
بكَ العهدُ الموشّى طافَ تبراً
كسنبلة رمتْ قمحَ الثّقال
تشدُّ كعرْوة وثقى نهاراً
بإيمان الكرامة والمعالي
ظلامُ السّجْن بالأسرى تغنّى
ونجمُ الرّوْح فيهم كالجبال
لغاتٌ للبواسل مشتهانا
عناقيدٌ ..نجومٌ بالشّمال
تهزُّ المكْرمات لنا إباءً
كطوفان يفيضُ غدَ الغلال

الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.