الصفحات

الدكتور طلال أبوغزالة المفكر العربيّ الفلسطيني والصعود إلى القمة

طلال أبو غزالة رجل أعمال فلسطيني - أردني أدخل مفهوم "الملكية الفكرية" الى العالم العربي. أبو غزالة يتحدث لجيزيل خوري عن إنطلاقته من طفل لاجئ خسرت عائلته كل شيئ بعد ما تهجرت من فلسطين الى لبنان إلى أن أوصله طموحه وإصراره ليصبح من أهمّ رجال الأعمال في العالم العربي. يقول أبو غزالة:
"كنت ناقماً وأنا طفل خصوصاً عند رؤية والدي وقد خسر كل شيئ، فاتخذت قراراً أن انتقم من عدوّي".
نحن أمام أدب من السيرة الذاتية لقصة حياة شخصية عربية
عامة وهى قصّة حياة الدكتور طلال أبوغزالة المفكر العربيّ الفلسطيني ومؤسّس ـ مجموعة طلال أبوغزالة الواسعة الانتشار فى مجال الخدمات المهنيّة على مستوى العالم وله تجربة خاصة فى الحياة، ورحلة مثمرة عبر السنين جمعت كلّ مقوّمات القصّة الإنسانيّة الواقعيّة التى كانت جزءاً من مأساة التّاريخ الكبري، وشهدت لحظة الانكسار فى عام 1948 بكلّ أحزانها وفصولها، وهى تجربة لا تعرف من الخيال شيئاً غير النجاحات المهنيّة المدوّية التى أصبحت حقائق تمشى على الأرض.
كتاب «الصعود إلى القمة» يتكون من أربعة فصول ومدعم بالوثائق والصور صدر عن مركز الأهرام للنشر، جسد فيها مؤلف الكتاب الصحفى ماهر مقلد، قصة حياة طلال أبوغزالة ويروى لنا محطات مختلفة فى حياته، حيث هاجرمع عائلته قسراً بعد النكبة عام 1948، وقتها كان دون العاشرة من العمر، حيث ركب مع العائلة فى باخرة معدّة لنقل البضائع أبحرت بهم إلى مدينة صيدا فى جنوب لبنان، حيث المنفي، يتذكّر يوم خروجه من يافا عام 1948، كما لو كان حدث بالأمس القريب على الرغم من كلّ الذكريات المؤلمة والحياة الصعبة التى مرّ بها فى السنوات التى تلت مأساة التهجير ويقول المؤلف إن عالمنا العربى مملوء بنماذج لا حصر لها أضاءت الطريق الوعر بنجاحاتها وتفرّدها، وكتاب طلال أبوغزالة الصعود إلى القمّة يتحدّث عن كلّ هؤلاء فى شخص أبوغزالة، كما يشير المؤلف إلى أن الكتاب جاء محاولة بسيطة لتعريف القارئ فى كلّ مكان بهذه الشخصية الّتى صنعت نجاحات فى مجالات المحاسبة والملكيّة الفكريّة والإدارة أكبر بكثير من تلك الّتى جاء ذكرها فى الكتاب، فمسيرة حياته بها مواقف وإنجازات كان من الصعب حصرها فى كتاب واحد، ومع هذا تناول الكتاب بعضاً من المحطّات البارزة فى مسيرته حتّى يبقى الباب مفتوحاً أمام اجتهادات أخرى فى الكتابة تكتب عنه وعن حياته كشخصية عربية مرموقة، فكلّ فترة زمنيّة فى مشواره هى فى حدّ ذاتها قصّة فى التفوّق مكتملة الفصول والملامح تصلح أن تكون عنواناً لكتاب جديد.

وَضَع أبوغزالة من خلال سيرته حدّاً فاصلاً بين تمسّكه فى كلّ وقت بالدفاع عمّا يعتقد أنّه الحقّ سواء الحقّ الشخصيّ أو العام، وبين رفضه الدّخول فى مهاترات الهدف، منها الغيرة المهنيّة والشخصيّة ولعلّ الدّرس الكاشف فى هذه السيرة هو الحرص دوماً على البوح بمرحلة البدايات القاسية الّتى مرّ بها بكلّ صدق وفخر دون تجميل لدرجة قد - يغبطه البعض عليها- من فرط اعتزازه بها واعتبارها السبب فى كلّ ما وصل إليه وقد يكون الدرس المستفاد من هذه السيرة هو أنّ صاحبها يمارس المفهوم الحقيقيّ للديمقراطيّة فى بيئة العمل وفى حياته الخاصّة، فهو يضع الحدود الفاصلة بين مجموعته وبين عائلته ويختتم المؤلف الذى تربطه علاقة صداقة عميقة وقوية بالدكتور طلال، معبر عن شعوره بالسعادة لكتابة قصّة حياته الّذى تشد الانتباه فى كلّ وقت بطريقته فى التّعامل مع الحياة ببساطة، والّذى يحتفظ على الدوام بالابتسامة على وجهه، فى أصعب الظروف، ويخاطب الصغير فى مجموعته قبل الكبير بكلمة الزميل.



الكتاب: طلال أبى غزالة.. الصعود الى القمة
المؤلف: ماهر مقلد
الناشر: مركز الأهرام للنشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.