الصفحات

فهيم أبو ركن عاشق الكلمة الجميلة الى حد العطش ..!! بقلم : شاكر فريد حسن

فهيم أبو ركن منبع كرملي خصب وثر لا ينضب ، يتدفق هادراً ، رقيقاً ، بسيطاً ، حنوناً ، عطوفاً ، انيساً ، أليفاً ، هو الشاعر والكاتب والروائي المسكون بحب الوطن ، وعشق بلدته عسفيا المتربعة والغافية على صدر الكرمل الأخضر بالذات .

انه عاشق الكلمة الجميلة الصافية كالماء ، الى حد العطش ، فتنهمر عبر شرايينه واوردته كالاكسجين ليروي بها كل خلية في جسده .

وهو ينبت الحرف كما تنبت الاشجار الفسائل ، وصهيل يعلو فوق الغمام ليهطل ما ضاع منه .



كتاباته نضرة كنضارة جبل الكرمل في عز الربيع ، مزهرة كالبنفسج والنرجس ، عذبة كتغريد الحساسين ، لها خصوصية وفرادة ، وهو يعنى ويهتم بايصال ما يبوح به الى عقل ووجدان القراء .

فهيم أبو ركن له حضوره على الساحة الكرملية خاصة ، والساحة الثقافية المحلية عامة ، فهو اسم ونجم أدبي لامع حقق شهرته ونجوميته الواسعة بكتاباته الشعرية والقصصية والروائية الملفتة للنظر .

عرفت فهيم أبو ركن في السبعينات من القرن الماضي ، من خلال ما كان ينشره من خواطر وقصص ومقالات أدبية في صحيفة " الأنباء " التي احتجبت عن الصدور .

وحين اصدر كتابه الاول " بحر النور " اهداني اياه وارفق معه رسالة تفيض بالدفء والمشاعر الانسانية الصادقة ، ما زلت اعتز واحتفظ بها بين اوراقي المبعثرة .

فهيم أبو ركن مبدع متدفق العطاء ، يرسم الضوء والضياء ، ويزرع الحب والدموع بشلال من الشوق ، وهو انسان اجتماعي يحب الناس ويمازحهم ، ويتفاعل مع نبضات قلوبهم واحاسيسهم ، ويشاركهم احزانهم وافراحهم ، والكلمة الطيبة تطوي له الاعناق .

فهيم أبو ركن من مواليد عسفيا العام ١٩٥٣، تعلم الصحافة والاتصالات ، ونال الشهادة الاكاديمية من جامعة حيفا . وهو يرأس تحرير اسبوعية " الحديث " التي تحظى بتقدير واحترام الاوساط الشعبية والثقافية.

صدر له ثمانية كتب أدبية في الشعر والقصة والرواية والمسرحية ، وهي : " بحر النور ، في القدس العارية ، لن اقاتل اخوتي ، ابراهيم بن ادهم ، رحلة الى الاعماق ، انسانة حمامة ، شلال شوق ، العبوة النازفة " .

فهيم أبو ركن اعتلى صهوة الابداع من نوع خاص ، وعبر عن مكنونات قلبه ، واشتغل على تطوير مضامينه الفكرية وأدواته الفنية بدأب واخلاص ، نجد في كتاباته الابداعية درجة عالية من النضج والعمق والتأمل ، واصالة تجربته الأدبية اكسبت نصوصه طابع البساطة والرقة ، وهو قادر على أن يبعث في مفرداته المخملية العطرة المنتقاة نبضاً متجدداً ، وجواً غنياً بالايحاءات والدلالات الفنية .

والناظر المتأمل في أشعار وقصائد فهيم يجدها تمتاز بالصدق والعاطفة القوية الجياشة والطابع الرومانسي الوجداني المشبع بالوطنية والانسانية ، وتتحلى بالعذوبة والطلاوة ، وزاخرة بالمعاني العميقة والصور الشعرية المشرقة المكثفة المبطنة .

تحمل عناوين قصائد فهيم أبو ركن نبرات الأسى والشجن والحزن الدفين ، وهو يلجأ الى التعبير الفني للبوح بمشاعره باسلوب مميز مغلف بالاشجان والاحزان النابعة من الواقع الفلسطيني والعربي الحالك المعتم ، والازمات الاخلاقية والاجتماعية والسياسية في مجتمعنا .

تصطبغ القصيدة الفهيمية بروح انسانية دافئة كروحه ، مفعمة بصدق وتوهج العاطفة ، متنوعة بموضوعاتها الوطنية والوجدانية والانسانية العامة ، التي تتغنى بالحب والوطن والطبيعة والموج والبحر والارض والانسان ، وتعبر مدى عشقه لوطنه الذي يضحي في سبيله ولن يغادره يوماً ، ويرسم بخيوط البعد الوجداني العاطفي صوراً متعددة للحبيبة / الرمز والمعادل الموضوعي للوطن والحب الطاهر العفيف السامي ، حب الروح للروح والقلب للقلب .

يتصف فهيم أبو ركن باسلوبه الواضح الشفاف ، وبرؤاه الفكرية العميقة ، وبنزعته الانسانية الصادرة من اصالته المتجذرة في اعماقه ، التي تنعكس في شعره المتدفق بالعاطفة الجياشة والخيال الشاعري والوجدان النابض بالحياة ، المضمخ بعبق المحبة والفرح والجمال بكل سلاسة وانسيابية .

وفي روايته " العبوة النازفة " التي لقيت اصداءً أدبية واسعة عند صدورها ، فتعالج مواضيع مستوحاة من صميم واقعنا وحياتنا ، وتتطرق للصراع بين الخير والشر ، بين الوطن والغربة ، وبين الحب والانتقام ، وهذا الصراع يأخذ ابعاده الفلسفية والنفسية والوطنية والانسانية الشاملة .

وهي رواية تدعو للمحبة والوئام والتسامح ، وتضع كرامة وحرية الانسان على رأس سلم اولوياته .

اننا امام شاعر يمتلك السيطرة على اللغة والموسيقى ، يتميز صوته بالتنوع والطموح نحو التجديد ، فهو صوت مغاير لا تهمه مقاييس اختيار الجملة الشعرية التي استقرت فيه .

وهو يطربنا ويدهشنا بكلماته الرهيفة الشفيفة ، وبلغته الادبية الحية المتظلية والمتشظية ، وبشاعريته القة اللافتة ، فهو لا يتصنع الكلام ، وانما يكتب احاسيسه المرهفة ، بل احساسه هو الذي يكتبه .

ويظهر فهيم في قصائده مسكوناً وملتصقاً بهموم وقضايا شعبه وامته ومجتمعه ، وهموم بلده واهلها ، وووطنه العربي الواسع ، والهم الفلسطيني هو الغالب .

فهيم أبو ركن ناقد يتحلى بحدس نافذ ، وثقافة أدبية عميقة ، وتجربة تثاقفية سامية ، يمتلك الرؤيا والخيال الخصب الرحب والموهبة الادبية الحقيقية ، ونستشف ذلك في مقالاته واضاءاته النقدية حول اعمال وكتابات ابداعية متنوعة لكتابنا وشعرائنا المحليين ، وفي تعليقاته الفيسبوكية .

وفهيم أبو ركن قارىء جاد ينهل من معين الثقافة ، ويغرف من ينابيع الفكر ، ويتألق بكتابته الليلكية الزاهية المزهرة بالاحساس الدافئ الراقي .

انه شاعر البساطة والعفوية الصادقة ، وبهاء الحروف ، وجمال التعابير ، والبوح الخالص كالدر الثمين .

فلفهيم أبو ركن أجمل التحيات ، والتمنيات بمواصلة درب العطاء ، حتى تنبت الحروف وطناً جميلاً ، ومملكة اديية يعيش في كنفها كل شرفاء الكلمة وأنقياء الالتزام .

ودمت يا صديقي الكرملي في خدمة الثقافة والابداع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.