جَنَّةُ التّاريخ تُسحَقُ فيها الزّهورُ والفراشاتُ...
ولا تَحفِلُ بموتِ العَصافير!
***
حين تَرَكْنا صَوتَنا يتحَنّطُ في مَدافِنِ الماضي المُتَصَحِّر فينا..
أصبَحَت صورَتُنا أكثرَ غموضًا من ملامِحِ الميِّت حين يضمُّه قبرُه...
ولم نَمنَح أنفسَنا سوى مَشاعِرِ اليُتمِ؛
تَتَخَمَّرُ على مَهلٍ على شَرَفِ مَواسِمِنا الشَّحيحَة...
وما زلنا نتوسّل وقاحَةَ العُذرِ المُتَجَعّدِ في ظِلِّ نِظامِ الأسلِحَةِ الجّافَّة...
بَحثًا عن نَهارٍ يَلتَفِتُ إلى جِراحِنا الهامِسَة..
***
لن تُزهِرَ أيامي لأنّي انتَظَرتُ طَويلا بَرَكَةَ الأمطارِ القادِمَةِ مع غَيمِ الشّفاعَة...
ذاكَ؛ كانَ الدّرسُ الوحيدُ الذي أفَدتُ من فَلسَفَةِ اللاجَدوى.
***
تَحتَ هَولِ الرّهبَةِ؛ لن نَفهَمَ مَوعِظةَ الموتِ الوَحيدَة...
وحينَ نَألفُ زحفَ الحُطامِ فينا؛
نكونُ قد أنجزَنا قانونَ تَطَحْلُبِنا...
ولا تَعودُ نَهاراتُنا سوى مَنافِذَ للهاوِيَة..
ويُصبِحُ التِصاقُنا بالمجهولِ مِفتاحَ فراغاتِنا اللامُتناهية..
حيث تَمنحُ مَواسِمُ الضّبابِ أحلامَنا فَضيلةَ التّشَرنُق..
***
مَن مَنَحَني مِلحَ المَنفى...
مَن خَدَّرَني بعِطرِ اللّهاث..
مَن قيّدَني لمراسي الأحلامِ العَتيقَة...
مَن صمَّ أذنيّ عن زحفَةِ السّاعَةِ المُتسارِعَة...
مَن أعماني بغبارِ غَدرَتِهِ التي حَجَبَت مَواسِمَ الشَّمسِ عن فَضاءِ مُخَيَّمي...
لن يَمنَحَني سوى عاصِفَةِ سلاحِهِ حينَ أحاوِلُ النّهوضَ.
***
لن نَعثُرَ على وجهِ إنسانِنا على صَفحَةِ أفقٍ عَكَّرناهُ باختلافِ أصواتِنا...
ولوَّثناهُ باغترابِ أنفاسِنا...
وشوّهناهُ بألوانِ أنانيِّتِنا وعنجَهِيّاتِنا...
وتَركناهُ مُعَلقّا على شَمّاعاتِ أعذارِنا الكالِحَةِ، ومُبَرِّراتِنا المُسَرطِنَة...
.............
صالح أحمد (كناعنة)
ولا تَحفِلُ بموتِ العَصافير!
***
حين تَرَكْنا صَوتَنا يتحَنّطُ في مَدافِنِ الماضي المُتَصَحِّر فينا..
أصبَحَت صورَتُنا أكثرَ غموضًا من ملامِحِ الميِّت حين يضمُّه قبرُه...
ولم نَمنَح أنفسَنا سوى مَشاعِرِ اليُتمِ؛
تَتَخَمَّرُ على مَهلٍ على شَرَفِ مَواسِمِنا الشَّحيحَة...
وما زلنا نتوسّل وقاحَةَ العُذرِ المُتَجَعّدِ في ظِلِّ نِظامِ الأسلِحَةِ الجّافَّة...
بَحثًا عن نَهارٍ يَلتَفِتُ إلى جِراحِنا الهامِسَة..
***
لن تُزهِرَ أيامي لأنّي انتَظَرتُ طَويلا بَرَكَةَ الأمطارِ القادِمَةِ مع غَيمِ الشّفاعَة...
ذاكَ؛ كانَ الدّرسُ الوحيدُ الذي أفَدتُ من فَلسَفَةِ اللاجَدوى.
***
تَحتَ هَولِ الرّهبَةِ؛ لن نَفهَمَ مَوعِظةَ الموتِ الوَحيدَة...
وحينَ نَألفُ زحفَ الحُطامِ فينا؛
نكونُ قد أنجزَنا قانونَ تَطَحْلُبِنا...
ولا تَعودُ نَهاراتُنا سوى مَنافِذَ للهاوِيَة..
ويُصبِحُ التِصاقُنا بالمجهولِ مِفتاحَ فراغاتِنا اللامُتناهية..
حيث تَمنحُ مَواسِمُ الضّبابِ أحلامَنا فَضيلةَ التّشَرنُق..
***
مَن مَنَحَني مِلحَ المَنفى...
مَن خَدَّرَني بعِطرِ اللّهاث..
مَن قيّدَني لمراسي الأحلامِ العَتيقَة...
مَن صمَّ أذنيّ عن زحفَةِ السّاعَةِ المُتسارِعَة...
مَن أعماني بغبارِ غَدرَتِهِ التي حَجَبَت مَواسِمَ الشَّمسِ عن فَضاءِ مُخَيَّمي...
لن يَمنَحَني سوى عاصِفَةِ سلاحِهِ حينَ أحاوِلُ النّهوضَ.
***
لن نَعثُرَ على وجهِ إنسانِنا على صَفحَةِ أفقٍ عَكَّرناهُ باختلافِ أصواتِنا...
ولوَّثناهُ باغترابِ أنفاسِنا...
وشوّهناهُ بألوانِ أنانيِّتِنا وعنجَهِيّاتِنا...
وتَركناهُ مُعَلقّا على شَمّاعاتِ أعذارِنا الكالِحَةِ، ومُبَرِّراتِنا المُسَرطِنَة...
.............
صالح أحمد (كناعنة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.