الصفحات

غفلة ونصوص أخرى | هُدى الجلاّب

(خيبة)
..
يرنو دفء وأصابع تبعده خائفة
ويرحل عمر يتخمه الصبر
ألملم الأوراق المُعتقة بالشجن
ويهتف السّحَر بصلابة
أيّ تعالي
حيث تتلاشى الحدود
ويتوهج الحلم
وأنتبه إلى ذلك القيد المُهيمن
أدرك حجم الخيبة فأقبع خائبة


(مشاعر) ..

أشعر كأنّني أقبع في كهف معزول أوفي قاع بئر
بعيدة عن كلّ شيء على الرغم أنّ الله وهبني الحياة بطولها وعرضها
اخترت أنْ أحبسَ نفسي وجسدي وروحي ضمن دوائر مغلقة
كأنّني أنتقم مِن ذاتي بلغة أصح أجزم أنّني أجرم في حقّي وبحق الكون
وماذا لو شكلت وقتي بين يدي هيولى أشكل ما أريد وأتشكل كالسحب المُسافرة
أحبّ رؤية الشمس وهي تستيقظ أكره هذا السقف العزول المقيت الذي يقف بيني
وبين الضياء
يخطر في بالي أن أصعد الفضاء حتى لو في عالم خيالي الفضفاض وأسبح في عالمي البكر ويتعاظم في فكري أنْ أصنعَ لي درباً أمشي عليه وأشق أثواب الضباب

(مشاعر) ..

أشعر كأنّني أقبع في كهف معزول أوفي قاع بئر
بعيدة عن كلّ شيء على الرغم أنّ الله وهبني الحياة بطولها وعرضها
اخترت أنْ أحبسَ نفسي وجسدي وروحي ضمن دوائر مغلقة
كأنّني أنتقم مِن ذاتي بلغة أصح أجزم أنّني أجرم في حقّي وبحق الكون
وماذا لو شكلت وقتي بين يدي هيولى أشكل ما أريد وأتشكل كالسحب المُسافرة
أحبّ رؤية الشمس وهي تستيقظ أكره هذا السقف العزول المقيت الذي يقف بيني
وبين الضياء
يخطر في بالي أن أصعد الفضاء حتى لو في عالم خيالي الفضفاض وأسبح في عالمي البكر ويتعاظم في فكري أنْ أصنعَ لي درباً أمشي عليه وأشق أثواب الضباب

(خطوات) ..

..
أحاول جهدي
ويعوزني الحيلة
والصبر
هو الضجر
والروح المُتعطشة للإبحار
ومحاولات الركمجة
ماذا وراء الدروب المُغلقة
يطول البحث وتتطاول عتمة باردة
ويُهديني الله كما أوحى إلى النحل
وأختبئ في حضن الورق العطوف
كلّما طال البحث تدفقت صور وحلقت أسراب طيور
ترحل جزيئاتي إلى مَن يحتويني بكلّ الشغب والشغف
وأنسى الجسد المُتعب الذي طفق يتكاسل فاقد الرمق
تتسابق خطوات وتترهل ظنون


(سعي)..

وأراني أسعى وراء المجهول
أتبيّن ماهية الأشياء
ذات نصيب تعثرت وزاد شغفي للوصول
مَن هو الغول في الكون المُريب
ما دواخل العتمة مِن ذبذبات وهمس خوف
وهدير بحور
كيف اختارتني المقادير
وجهزتني بأسلحة الهوس والجنون
لتلحقني الحروف وهي الأوفى وحدها تُصغي للقبح
وجمال البحث
تشرح وتدور وتصول وتزداد دواخلي بالجيشان الأكول
ولا شيء يستطيع الوقوف
في وجه التحدي وهو يتعاظم دون هدنة فتور
10 نوفمبر 02:27 ص

(عزلة)
..
أقبع بلا ظلّ ويبقى على البال
الكثير مِن تذوق نمنمات الطبيعة
ذلك الجمال الخالد في العبق والشكل واللون
وفنون إله السماوات في صنع الجمال
لأترجم تفاصيل أراها بروحي الراغبة
ألحان وعطور وألوان ترصف الحقول
بروعتها الساحرة والسهول والأغوار
يستهويني كلّ حبة رمل وكلّ برعم على شجرة
وكلّ حصى يشبه شكلاً يغريني
وكلّ سحابة ونجم واهتزاز غصون وزهور
وألاحظ فراغ حولي المُوحش ولا قوّة إلاّ تلك المُخيّلة
هي الحافز وهي مَن يبقى معي في شدتي المُتربعة المُستطيلة
وفي عزلتي التي لن تنتهي إلا حين يأذن الله لي بالخروج


(قوّة) ..

أحسبني مِن حجر لولا هذا الخيال الخصيب
الذي لا يفتأ يُحفزني
وأستمدّ القوّة مِن ابتسامة ياسمينة بلدية
مِن عبير جوريّة فوّاحة
أو مِن لمعة عبارة مُنمقة تمرّ على البال
مِن ذكرى هاطلة أو موسيقى نابضة تشحن ذاتي
هذا الشعور الحاضن وانفعالي وحرارة إيماني
وروح تتجاوب مِن شذرة عابرة وغزارة خيالات سابحة
وأفطن كم أنا عشتاريّة أرغب بالمدّ والكثير مِن زخم العطاء
كأنني حقول زنابق عاشقة للشمس ولمدينتي العابقة برحيق العز والغار
المعجونة بالمجد والعنفوان والشموخ بالفل والياسمين والعراتليّة والنعناع
بحكايات الأمس الجميل بالحضارة بالأساطير بالمطر بالضياء بالشهداء الأبطال
11 نوفمبر 07:24 م

(عبق) ..

..
نقطة البداية كانت ابتسامة وتشعبت الآمال
في مدى خصيب أبدع في رسم الصور وشرح مواويل وخيالات
ومِن خلال نظرة آسرة هطل الكثير مِن المطر ولاح قوس قزح
وسرى عبق دفعني للاستمرار
12 نوفمبر 11:24 م

(نداء)..

..
تُعاتبني نفسي المركونة وراءَ الضوء
فيمَا أتجاهل صوتها تبدأ بسحبي رويداً
حيث كان كلّ شيء ناصعاً بنكهة ريفيّة
وتعتريني لهفة مخضوضرة
كان بإمكاني إزاحة الستائر والخروج
لاستنشاق لحظات قرمزيّة عاطرة
فجأة تنهض الروح غاضبة
تصيبني قشعريرة باردة وأرجع راضية
حيث تنتظرني ملايين الصور والكلمات
وورقة بيضاء تناديني لاهفة صارخة


(كلمات)

أتناسى وأغمض عن هفوات تؤرقني
وتطاردني أطراف الحياة في نومي
وحوش وأفاعي ومتاهات وعناء وانكسارات
وترتسم ملامح مرتجفة على متن ورقة كانت تختبئ ناعسة الفؤاد
ولدتُ كي أكون تلك الكاتبة أدري وهذا ما صارت تدركه الصفحات المُتزاحمة
وكالعادة لا شيء آخر المطاف سوى كلمات ترتمي لاهثة وسط مُحيط يتثاءب
..


(ضوء)..

المسافة لا تُبعد حزم الشغف
وأتسلّق أطناب روح راغبة وأصعد
قريبة هي النجوم وأسمع همس نجواها
ثمّ ألملم بعضي على عُجالة
وأعود إلى أرض نائمة مع حزمة ضوء
..

(ليل)

الليل يركنُ جانبي
وكأنّني الوحيدة في الكون الوسيع أصارعُ جيوشَ القلق
يستفزّني بعملقة عتمته تلك التي تسحب بساط السَكِينة
ملامح وألوان وألحان والكثير مِن المشاهد والصور
تدهشني تلك المساحة الصغيرة بين الضلوع
كيف تتسع لفضاء يترحرح على مهل
انتظرني أيّها الغد القادم ولا تفقد الصبر
لا أفتأ أحفر بأصابع الأمل كي أفسح مجالاً
لضوء يأتي باسماً مُشرقاً مُنتعشاً
..

(أقدار)

قُدِّرَ هذا الواقع البليد المُترهل
يتعامى إلى حدّ يستفزّ مساحات الجنون
يحفر ويتمدد وسط ضلوع الأسى
أتعاطى رصف حروف كي أنسى
تبقى لهفة مُشتعلة إلى لون فرح
ورؤية قوس قزح يزركش السطوح الباهتة
..

(وطن)
..
أسلكُ درباً لا يفتأ يسلبني
تستوحش نفس
أتجاهل ما يُحيط وأغرف
مِن بحر الأماني ما أشتهي
وما لذّ وترحرح على البال
قلب يروم هوى
وأشرع في تلبية عاجلة
الحرب زادت تمسكي
في الرخاءِ والشدّة يبقى الوطن
كلّ شيء عجز عن هزّ تفكيري
هل أنسى طعم ماء بردى
أو عطر عراتليّة ناهضة
ما أحلى لحظة يضمّني فيها
تراب الوطن بين ضلوعه العاطرة


(شغف)
..
يملكني هذا الشغف
كالسيف يبترني أجزاء
إنْ صح القول لا أحد أولى مِنها تلك الحروف
حين يتفحم نهار ويُشرق ليل أعرف أنّها آلاء
تشاركني أنفاس الوجود


(خوف)
..
كآبة تُغطي مسام الوقت الكسول
ببرود تمشي عقارب الساعة
ثمّ فجأة تتراكض
رُبّما هي رتيبة قد يقول المنطق
لكنّني أراها بروح توشك على الهروب
وأبحث عن شيء يمنحني ابتسامة
فأرقب السماء وأشكال الغيوم
غيمة عابرة تخبرني أنْ لا فائدة
وبرهانها راحت تهرول مذعورة
خوف قذيفة قادمة


(سؤال)

اختصرَ ألفَ موال
حينَ كانت السماء تنزّ
ورأسي يدور مع سؤال
دمعات هطلت على رصيف
حين كنت أصلّي
وأخطأت عدّ الركعات
تاهت صلاة
وطفقَ كلّ شيء يتغيّر
النبض الملامح ولهاث الصباح
صارت بعدئذ تغسلني حروف
ويجفف حلقي صمت
أخلعُ واقعي وأسري
فوقَ غيمات خُلِقت للنسيان
عيونُ ليل لا تفتأ ترقبني
وذلك الجدار يحار
وشاشة لا تعترض استقبال
صراخي
ولَمْ تزلْ قصيدة عالقة
وسط حنجرة يحيطها وخز السؤال


(غفلة)
..
في غفلة المرايا
يحفر الزمن بلا صوت
كظلّ يتعملق على قامة
قابعة تحسب دورة
الفصول
يطفق البوح
وتهمس رغبات
نسجت لحظات خلبيّة
على وجه الأثير
يهاجر دفء حكايات
ويتقافز الأمس مُعترضاً
يدهشه رقص الموت
على حواف لا تبالي
بشروق مرّ مُشتعلاً
ولا بالخطوات الآملة
..
هُدى الجلاّب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.