الصفحات

مطاردة | عواد المخرازي

وقت الظهيرة صحوت على أصوات أطفال ومناداة وصراخ. نظرت من نافذتي، رأيت ابنتي الصغيرة صاحبة الصف الثاني تركض مسرعة جدا. وخلفها يعدو الكثير من زميلاتها وزملائها. صعدت الطابق الثالث بسرعة حيث نقطن طرقت الباب بشدة. فتحت الباب وأنا ملهوف لأعرف هذا الأمر. دخلت وأغلقت الباب خلفها وهي تلهث. رمت حقيبتها. كان بيدها لعبة. قالت أنها وجدتها. وهي هيكل لعربة عروسة من البلاستك. واخذت تتفحصها بجنون. ضرب الباب . فتحت كان
العديد من زملائها اللذين يطاردونها. قد وصلوا يريدون معرفة الكنز الثمين الذي وجدته ابنتي. صاحت لهم غاضبة هيا ابتعدوا. ابتعدوا. اغلقت هي الباب واخذت تتفخص تلك اللعبة من جديد بلهفة غريبة جدا. واخذت تخبرني عن اكتشافها المبهر، كيف، وجدتها واختطفتها قبل الجميع إنها لها. لن تسمح لأحد بلمسها حتى اخوتها. طرق الباب من جديد. زملائها مصرين على معرفة هذا الكنز. سألوني، ماذا وجدت " لين " نريد أن نعرف. نظرت ابنتي ألي بقلق. فقررت الإنتصار لها. قلت لهم : لن أخبركم وأغلقت الباب مستأذنا. هدأ روعها وابتسمت لي،. سألتها أن كان بأمكاني اللعب بهذه العربة الصغيرة. وافقت لكنها طلبت مني أن ألعب لمرة واحدة. واحدة فقط.
أخذت أدور بالعربة كالأطفال وهي تعلمني كيف أحركها وترقب العجلات حتى لا تكسر وهي تنظر إلي خائفة على كنزها..
تمنيت عندها أن يتوقف الزمان لألف عام . وأبقى انا وهي هكذا . ندور بتلك اللعبة الصغيرة.

عواد المخرازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.