الصفحات

المرآة _ قصة قصيرة | بقلم علي حزين

في هذا الصباح استيقظت .. مبكرا ــ كالعادة ــ .. شربت فنجان الشاي .. أشعلت سيجارة .. شعرت ببرد شديد , يتسرب تحت مسام جلدي .. نظرت للحظة في المرآة المتسخة أمامي .. فأنا منذ فترة .. ليست بالقلية .. لم انظر فيها .. وجدتها فرصة سانحة .. تفقدت وجهي .. فاكتشفتُ شيئا غريبا.. أخاديد صغيرة , غائرة ملأته .. ونتوءات ظهرت فجأة دون علم مني .. وعلامات الكبر بدأت واضحة.. وهي تغزو طرقات وجهي مسحت بيدي عينيَّ
المرهقتين .. وأنا أحاول أن أتذكر ما سأقوم به اليوم .. لكني فشلت.. وخانتني ذاكرتي الضعيفة . فرحت أوبخها .. وأنا أحاول مرة أخري.. لأنى ومنذ فترة ليست بالقصيرة , لم أقم بتنظيف ذاكرتي .. ولم أتعهدها كما أتعهد حذائي كل يوم .. زرعت ابتسامة ضخمة .. نظرت إلي ساعة الحائط .. كانت تشير إلي الثامنة صباحا .. بحثت عن حذائي .. كان مختبئاً تحت السرير .. كورت ريقي في فمي .. قذفته بشدة في وجهي .. مسحت المرأة .. بطرف ردائي .. ثم أخذت أتحسس النتوءات .. والأخاديد التي علت وجهي .. وأنا أرتشف فنجان الشاي .. بصقت مرة أخري .. مسحت حذائي .. ثم نهضت .. دُرتُ حول نفسى.. دورات سريعة متتالية.. أتلفت يميناً, ويساراً .. عسي أن أتذكر شيئاً قد نسيته .. قبل أن اخرج من البيت .. نهضت .. ارتديت حذائي مع ذاكرتي , أدرت فيها بعض الأفكار الهامة .. ثم ألقيت بنفسي .. في نهر الشارع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.