الصفحات

رحلة الشتاء والصيف | سليمان أحمد العوجي

تتأبطُ وجهكَ العاري
تمضي حافياً بلادرب
قوادُ الريحِ بغوايةٍ
يستدرجُ المارةَ
على أرصفةِ الخبزِ
يمزقُ دفاترَ ضحكاتهم
كلُ السيوفِ تفاوضكَ
على بقيةِ عمركَ

وتربتُ الهزائمُ
على كتفِ غدكَ
غيومٌ سوداءَ
تكشفُ عن صدرها
ويرضعُ السياجُ
لبنَ الحزن..!!!
تكوِّرُ الذكرياتُ
قبضةَ العصيان
ويبحثُ الغرباءُ
عن قطراتِ النصرِ
في يباسِ جراركَ
يضعُ مخبرٌ لئيمٌ
قيداً في معصمِ شمسكَ
يسيلُ الوجعُ
على حوافِ أناكَ..
وتلبسُ اللغةُ
أثواب حداد...
كم أغبطكم
أيها المسافرونَ إلى حتفكم
بلا تذاكرَ ولاأمتعة
من غيرِ انتظارٍ
في طوابيرِ السفاراتِ
ومضيعةِ الوقتِ
بحثاً عن خيمةٍ
تهادنُ العاصفة..
كم أغبطكم
أيها المسافرون إلى حتفكم
لن تمروا بصالاتِ المسافرين...
ولابأجهزةِ التفتيش الحاذقة
بلامواعيدَ ولاحجوزات مسبقة...
لاتأبهونَ بزيتونةِ الدارِ
إن أجهضت هذا العام..
لاتشغلون البالَ بالفطام
الأخير للصغار...
ولابإحضار الملحِ
للسكاكين في
صدرِ أقماركم...
تقلمونَ مخالبَ المسافةِ
بين المراثي والدهشة
حينَ يثمرُ البارود والجراد..
لكم دولةُ القبورِ
من الماء إلى الماء
سيادتكم غيرُ منقوصةٍ
قصائدكم مصانةٌ
في متاحفِ الجمر..
تسافرونَ إلى حتفكم
وجسدُ ابيكم
مضرجٌ بأخوته
وقد أعيته رحلة الشتاء والصيف
بين الشام وأستانة.

 سليمان أحمد العوجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.