الصفحات

ارتداد_قصة قصيرة | عصام سعد حمودة ــ الاسكندرية

يقدم واحدة ويؤخر أخرى، يصل منتصفه، يعود إلى الطريق من بدايته مرة أخرى.. شيء ما غامض يدعوه لعدم الذهاب وإكمال ما انتوى عليه ولا يعلمه غيره.
أصوات (الكلاكسات) تنبهه.. تتخطاه، وأخريات كما إنذار تحثه على عدم الذهاب.. قدماه تؤلمانه، ولم تعد تحتمله من كثرة سيره طوال اليوم والوقوف أمام الإشارات لوقت طويل..

طرق كثيرة عبرها وتخطاها، ثم ارتد مرة أخرى يعبرها من جديد، لم يكن يتابعه ويراقبه أحد فهو مثل الملايين غيره، وتعرفهم الطريق جيدا..
صوت مكابح السيارات تنبهه وغيره .. يصححون وضع ياقات قمصانهم، ثم يعودون لشرودهم في أول عبور.. كثيرون غيره لا يعرفون من أين وإلى أين يذهبون.. يتمنى لو استوقف أحدهم ليسأله: "إلى أين؟".. لكنه لم ولن يفعلها فهو لا يمتلك من الجرأة على استيقافهم من أجل سؤال..
الضوء أخضر.. طفلة بجوار أمها يقبع كفها الصغير في يد أمها، تضع كفها الآخر في راحة يده.. تجذبه.. تسحبه.. تستحثه أن يعبر.. يذهب.. يعود.. يمر من جديد..
يعود إلى النقطة صفر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصام سعد حمودة
الاسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.