الصفحات

قصة قصيرة حلم مؤجل | مريم زامل

ظل يراود "سعيدا" ذلك الحلم لمدة من الزمن.فهو يحلم أن يصبح طبيبا يعالج الناس في بلدته عندما يداهم جسدهم مرض ما.
يأتون لعيادته..فيلقاهم مبتسما،يتوجه إليهم برفق وبنظرات حانية.يبدأ بتفحص مكمن اﻷلم في جسد المريض منهم،ويستقصي أعراضه،ويستكشف أسبابه،ثم يبدأ بعﻻجه ويصف له الدواء المناسب كي يشفى.

وكم يسره أن يسمع أن آهات مرضاه وآﻻمهم استحالت هدوءا وسكينة،ثم آلت لإشراقة أمل في عيونهم.يعلو البشر محياهم حين يغادرون المكان على أمل أن يرجعوا بعد أن يتعافوا ليشكروا طبيبهم "سعيد"..
رغم أنه يعرف في قرارة نفسه أن ما قدمه لهم ليس سوى واجبه نحو أهله وأشقائه في وطنه..
غير أن هذا الحلم بتفاصيله؛وقد صاحبه مدة؛تأجل ﻷمد ما.إذ لبى نداء الوطن،وانضم إلى رفاقه الذين يقفون سدا منيعا بوجه العدوان..يمنعون قتل الحياة،وتدمير مرابع الطفولة والشباب..
أمر أمام عظمته يستحق حلم "سعيد" أن يؤجل..نعم فقد أسهم مع أشقائه بإعادة البسمة لتراب الوطن،وكم سالت حبات العرق من جباههم لتروي ظمأه،وتعشب أرضه وتزهر.
وتستمر الحياة في جنباته.وتتمكن الحمائم البيض من الطيران بحرية وأمان في أجوائه..
وكذلك سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلم "سعيد" المؤجل. وتنطلق ومضة اﻷمل-كما رآها في حلمه-من عيون المرضى الذين يعالجهم بكل ثقة؛مؤكدا أن فجر الحياة الهانئة قادم ﻻحتضانهم.

مريم زامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.