الصفحات

جنك جلبة وداي | ماجد كاظم علي

وداي احد الاشخاص الذين رفعتهم القوات البريطانية التي احتلت العراق بعد الحرب العالمية الاولى عام 1914--لم يكن مؤهلا لان يكون شيخا ولكن لانه وصولي متملق يعرف من اين تؤكل الكتف كما يقول المثل العراقي المألوف
اخذ يساعد الانكليز ويدعوهم ويقيم لهم الولائم الفخمة التي تمتد لاربعين(حصيرا) بارية) ويقدم لهم الهدايا حتى اصبح لديه مجموعة من المعارف فخافه ابناء قريته
وذات يوم انتقل بعض الضباط الانكليز الى قاعدة الحبانية فدعاهم قبل نقلهم وعمل لهم وليمة كبيرة امتدت لعشرات الامتار وكلها من
مال اهل قريته--ونظرا لما قدم لهم قال له كبيرهم والله شيخنا انت خجلتنا ولا نعرف كيف نرد لك فضلك ياريت تاتي معنا الى الحبانية وتشرفنا لنعيد لك بعضا من كرمكم-
وصل معهم الى الحبانية وهنالك قدموا له مايمكن ان يقدمه الانكليز من حفلات راقصة--رغم قلة الاكل وتقتيره ولكنهم اداروا راسه بالشراب والنساء الراقصات والسابحات وكانوا في حيرة ماذا يقدموا له بما يوازي كرمه وبذخه المتواصل عليهم فقد حمل لهم الكثير من الهدايا-
كانت هنالك كلبة بيضاء مغطاة بالشعر صغيرة تدور بين ارجل الجالسين فتابعها الشيخ وهو يعجب بها كيف تتودد للانكليز ففطن احدهم الى اعجاب الشيخ بالكلبه فسال الشيخ ارجو ان لاتكون قد تعبت من وجودك معنا ارى نظراتك تذهب هنا وهناك
فرد الشيخ لا ابدا ولكن هذه الكلبه اعجبتني لان لاوجود لمثلها عندنا
اغتنم الانكليزي الفرصه وقام من مكانه وصاح باعلى صوته رغم ان هذه الكلبة غالية علينا لانها هدية صاحبة الجلالة بعد انتصارنا بالحرب وليس مثلها في العالم الا اختها عند صاحبة جلالة ملك بريطانيا وهي من فصيلة نادرة من تراه سوف لن تنساه ولها قدرة كبيرة على الحراسة فاعتبرها هديتنا اليك
فرح الشيخ وداي فرحا كبير وتخلص الانكليز من عبأ التفكير بهديته --عاد الى قريته يحمل الكلبة التي تعجب بها كل من جاء ليسلم عليه فدعاهم غدا الى وليمة غداء على شرف الكلبة ولاول مرة في حياته يكرم اهل قريته--وعندما جاءوا طلب منهم ان يكونوا صفا واحد لتتعرف عليهم الكلبة وتشمهم وفعلا نفذوا ذلك بعد ان شرح لهم خواصها وقدرتها وطلب منهم في نهاية الوليمة ان يقتلوا كل كلابهم كما انه لايريد ان ير ى اي واحد منهم يحرس في الليل او يسمع انه اطلق النار لان الكلبة سوف تنبههم اذا اقترب غريب من القرية
اصحاب العقل ابعدوا كلابهم الى معارفهم في قرى اخرى والسذج منهم قتلوا كلابهم -مرت ثلاث ليال بهدوء على القرية في الليلة الرابعة سرقت عدة بطوط وخروفين عندما عرف اللصوص ذلك وتاكدت الحيوانات من عدم وجود الكلاب والحراس--ومرت اسابيع والقرية تفقد في كل يوم اشياءا عدة الى ان سمع الشيخ ذات ليله صراخا شديدا ولغطا وعندما استفسر ظهر ان الصراخ ات من بيت ام ابراهيم التي اتت الذئاب وبنات اوى على ماتملك من طيور وحيوانات وقد قتلت في تلك الليلة بقرتها الوحيدة فاخذت ام ابراهيم تسب الشيخ وكلبته الانكليزية
في الصباح جمع الشيخ افراد القرية وعرف منهم البعض مما حدث لهم لانهم يخافونه ولا يريدون ان يسيؤوا الى كلبته وقال لهم لااريد ان اسمع او ارى احدا الليلة لاني اريد ان احرس مع كلبتي وسوف اثبت لكم انكم على خطأ
كان القمر بدرا فخرج الشيخ الى ارض منبسطة مضاءة بجوار القرية وكلبته نائمة بين قدميه وبعد منتصف الليل نهضت الكلبة واخذت تقوم ببعض الحركات تشم وتتاهب فقال والله اصيلة بس ماذا اعمل للذين لايفتهمون حمل بندقيته بيده وراى شيئا بين الدغل الذي امامه يتحرك على ضوء القمر واذا بكلبة تتوجه نحوه بسرعة وظهر انه ابن اوى فقال سارى كيف تمزقه الكلبة باسنانها واقدمه لهم كبرهان--مان وصلت له الكلبة حتى اخذت تشمه وتداعبه لدقائق فقال انه تخدعه وسوف تقضي عليه نامت تجته وضاجعها ابن اوى ثم عادت للقرية وحملت له دجاجة وما ان اكلها حتى اعتلاها مرتين وذهب وجاء ثان وهكذا
قال الشيخ في خلده وهو يهتز من الغضب(فوك ني-------جيلة ماش)اي فوق مضاجعتها تعطيه دجاجة في الصباح طلب من رجال قريته ان يجلبوا بنادقهم وربط الكلبة الى عمود وطلب منهم ان يطلقوا النار دفعة واحدة-
هسه احنا اجم واحد عدنه مثل جلبة وداي الجواب لكم احبتي.

ماجد كاظم علي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.