عليَّ التّيه | حمزة الباهي سعادي

تَعَبٌ هيَ الدُّنيَا لمَن يتَقَرَّبُ
والنَّاسُ فيهَا هَانيءٌ ومُعَذَّبُ
.
وأَنَأ بهَا المَنبُوذُ أَجرَعُ حُرقتي
كالمُتعَبينَ على المَدَى أَتَذَبذَبُ
.
تَعبٌ طَريقي لا وُضُوحَ يَحُفُّهُ
لادَربَ يُبصرُني فأَينَ المَهرَبُ؟!
.
يَا مَوطِنًا للتِّيهِ أَسكُنُ مُكرَهًا
مُتَرَاميَ الأَحزَانِ كَم أَتَعَذَّبُ!

.
أطلِق سَرَاحي لَستَ تَملِكُ مُهجَتي
حـَرِّرْ طـُمـُوحي للَّـــذي أَتَرَقَّــــبُ!!
.
إمتَدَّ لَيلُكَ في نَهَاري جَاثِمًا
مُستَلقيًا مُتَسَمِّرًا لايَعذُبُ!!
.
مُذْ كُنتُ أَذكُرُ لاجَمِيلَ يَسُرُّني
شَيئًا فشًيئًا بالأَسَى أَتَسَرَّبُ!!
.
وجَثَمتَ فوقَ مَطَامحي..أَحلاميَ
الحَمقَى بأَرضِكَ بالضَّيَاعِ تُخَضِّبُ!!
.
لَم تَرعَ حَقَّ طُفُولَتي وشَبِيبتي
عُمري يَكَادُ بغَدرِ ذَاكَ يُكَبكَبُ!!
.
دَعْ نَخوَتي الخَجلَى وأَطلِق قَيدَهَا
إن قُلتُ أَنِّي أَستَسيغُكَ..أَكذِبُ!!
.
أُترُكْ يَدي..دَعهَا تُصَافحُ مَن يَمُدُّ
يَديهِ مُبتَسِمًا ومَن يتَقَــــرَّبُ!!
.
مَا عَادَ يَعنِيني تَكُونُ مُقَرَّبًا
أَو مُبعدًا..أَنَا مِ البَقَا أَتَهَرَّبُ!!
.
أَنَا مِن تُرابِ البَدءِ أَنفُضُ غُربتي
فأَنَا بمَسقَطِ جُثَّتي مُتَغَــــرِّبُ!!
.
أَنَا مِن مَجِيءِ الحُزنِ للدُّنيَا أَتَيتُ
وحَظِّيَ المَقلُوبَ أَبكي..أَندُبُ!!
.
أَنَا مَن أَنَا؟ مَا عُدتُ أَعرِفُ مَن أَنَا
وأَنَا أَنَا لاشَيءَ أَحــــيَا يُكتَـــبُ!!
.
حمزة الباهي سعادي