الصفحات

ثقوب الغاشية ... | شعر : مصطفى الحاج حسين

يتأبَّطني الغمامُ
يطوّقُ خاصرةَ حقولي
ويسقي من عصارةِ أحرفِهِ
أصابعَ لغتي السّاجيةِ
لتنهضَ قصيدتي بثقلِ ثمارها
تتّجهُ لعراءِ القلوبِ
تحفرُ في الدّمِ ظلالها
وتسكنُ شبابيكَ الرّيحِ
هناكَ تشعلُ فتيلَ النّضوبِ
لتمطرَ ذاكرةُ الأرضِ
أحصنةَ المدى النّابتِ
في سعفِ الأصيلِ

ويمتدُّ جوعُ النّهايةِ
يقطرُ منهُ خواءُ الأمدِ
الجَّانحِ نحو الانطفاءِ
كلُّ هذهِ الأمواجِ
من جراحِ السّراب
تتحطّمُ نشوةُ آفاقِ العطشِ
والموتٌ يرفرفُ بجناحيهِ
فوقَ شهقةِ الملحِ الجّليلِ
وأنا أتفقّدُ أضلعَ النّسمةِ
هل تكسّرت بُحَّةُأوتارها ؟!
أم تعلَّقت بأعطافِ النّدى ؟!
لتسرقَ المسافاتُ بكاءَ اللحاءِ
من خطواتِ الحُلمِ السّامقِ بحرقتِهِ
كأنّهُ عندليبُ البسمةِ الضّاويةِ
أهزُّ عرشَ السّرمَدِ العاتي
أصرخُ ملءَ انهياري
ياوهجَ التّفتُّحِ الأصمِّ أجِرني
يالثغةَ الأنداءِ الرّؤومَةِ
خذيني إلى ركنِ اليقينِ
إنّي أفتِّشُ عن نهوضي القاتمِ
مبعثرٌ أنا كأشلاءِ القصيدةِ
أقرأُ زغبَ البدايةِ الخرساء
على أوراقِ العتمةِ المالحة
في صحارى عمري القشيبِ
وثقوبِ روحي الغاشيةِ .

مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.