الصفحات

يا مطرَ المَطرْ | للشاعرة : رحمة بن مدربل ـ الجزائر

أزرقٌ سماويٌ هذا الغيابُ الذي يتناسلُ من رُوحِي
يشبِهُ شهقةً غادرَتْها الغِوايةُ فلم تنتشِي باشتهاءِ البهَاء
يُشبِهُ طفلةً شاختْ على أعتابِ القصيدة
تستجدِي البقاء ...
مالي و مالكَ و البِحارُ العميقة أينعَتْ موجاتُها بالزَبَدْ
يا بحر القدَر ...
مازلتُ أغمسُ شفتِي في سوَادِ الاغترابِ فلا تسوَّدُ
و ترْفضُ أن تُغنِّي و تحيدُ عن التمنِّي
ماصرتُ أحسُّ أنِّي مِنِّي ...
غادرني صبرِي ...
صادرنِي عُمرِي

الى سِدرةِ منتهايا و ما مُتُ ...
أرافقُ دخانَ السجائر الأزرق الرمادي
الذي تنفثه شفتاه ... ذلك الموتُ الأنيق ...
في بذلة سوداء ...
أعاشرُ الغسَقَ العقيمَ و أنجِبُ منه قُبلة
أزَرِّقُ العلامات التي لا أحد يراها
بلون قلبي ... و أنبضُ كالموتِ في كفنِ الحرائق
أهذي طويلاً ...
و يُسكرُنِي الخواء ...
أشربُ من كأس العطش حتى أرتوي
الصوتُ باحَ به الأفق و أنا تبعتُ الليل إلى مغارتهِ الوحيدة
حيث شهوانية الموتِ الأكيدة
و ألوانُ النوَاح التي لا تنتهي
أشطبُ نفسي من مربعات الكلمات المُتقاطعة
شيخٌ طاعنٌ في الحبِّ مرَّ على رمالي و ترك عكازه أثراً عميقاً
يا مطر َالمطر
يا ذاكَ الرَذاذ المرّ الذي ينزِف من عيني
يا دفقَ الغواية من صُلبِ الصقيع
يا دمي الذي يجري مع الغزلان في صحراء الحبّ
جفتْ عروقي ... إنِّي رحلتْ ...
منطقة المرفقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.