الصفحات

شهد الياسمين | وسام السقا - العراق

واقع تضارب مع الخيال ، شوّش أفكاري، عزَوتُ ذلك إلى الطبيعة ولونها الجميل بين الشروق والغسق، وبين العتمة والفجر. سهر وجهد عمل ودراسة، لا مجال للفكر أن يرتاح وسؤال ملحاح يؤرقني، ما علاقة الرسم بالألوان؟ وكيف يُنسج الخيال لتظهر لوحة تراجيدية، أو سريالية، أو خيالية؟ هذا ما وددت معرفته.. فذهبت في إحدى الأيام إلى معرض رسوم، شدتني لوحة كتب عليها لوحة تراجيدية
واقعية، وفيها إبداع فنان في مزج الألوان بين شخبطة وخطوط حمراء وسوداء غامقة، وأشلاء من فتاة أمام مرأة محطمة تتجمل، لوحة مبهمة، وقت طويل قضيته في التمعن والأفكار حائرة بالمغزى، بجانبي فتاة تحدق في اللوحة ذاتها والدموع تنساب فوق خديها ، التفت نحوها وقلت :
- ما اسمك يا صبية؟
- قالت: وسن ..
- ولمَ تبكين يا وسن؟
- قالت: لقد سرقت السكر من عش الدبابير، واستخلصت طعم الربيع من زهر الياسمين، وبعض أوراق النعناع قطفتهم من حديقة الجار، وفوق النار مزجت الخليط مع الشاي .. الكل ذاب واختفى، تذوقت الطعم كان شهدا ونعناعا.
وأعطتني الفتاة قدحاً كان فارغاً حينما نظرت فيه. وبصوت عالِ قلت :
- أين شهد الربيع وأين السكر والشاي؟
واقفة كانت وسن الممرضة فوق رأسي تمسح عرقي وتغير ضمادة الجرح .. وأنا أهذي فوق سرير مستشفى، ولا أتذكر شيئا سوى انقلاب دراجتي النارية في حلبة سباق.

بقلم // وسام السقا - العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.