الصفحات

تجليات الحرف على شفة المغنّي | شعر : وليدة عنتابي

_1_
ترني بضوئك حين استحمّت جبال الجليد
سريراً من الدرّ يحضن فيض القصيد
ويفتح في الروح باب المدى
أكفّ عن الموت أُبعث فيك
أُعدّ عشاءك من خبز وجدي
وأسرج خيلك بالّلا وصول
وأطلق من أسر ذاك الغبار
طيوراً تغمّدها السّفر والسّر والأحجيات
وأعبر كينونتي فسحةً
لتفتح للبوح نافذة من حروف

وجدران ذاكرة راحلة
فيهطل فوقها غيث النشيد
وإمّا ترجّلت عن صهوة الماء ذاك المتوج بالهذيان
وهلوسة الملتقى
أجاوز موتي , وأعبر صمتي , وأشطر غيبي
بسيف البريق
أسمّيك أسطورة في دمي
ووقتاً تقلّت من قبضة عاشقة
ليأتيك يا واعدي سادناً
لكعبة فيضك إمّا انهمرت وحين نظرت
بعين المريد لذاك الوليد
وكيف تخلّق من أحرفٍ
تسطّر مستقبلاً للرماد
فتشعل في الكون نور التجلّي
وتفتح للوجد باب انعتاق
وترقأ بالشوق دمع السماء
لترويَ أثلامها الصادية
_2_
لنصّك يعبر ما قد تعبّد بالأمنياتِ
ظلام الأبد
ويكشف أبعاده التالية
ليخرج عن متنه جملةً
تحاور في الخلق ماء البدعْ
وفجراً تفجّر من عين وجد
تصبّ اللهيب بكأس الورعْ
أمرّعليها بكفّ ابتهالي
فتسفح فوقها فيض انذهالي
وكوناً تحدّب فيه السكون
ليكسر أطواقه في الفضا
دروباً تلاحق أشكالها, وتلقي على الرمل
مرساتها
فلا تتساءل مالها
وتزرع أرضك بالمرثيات
وتنتبذ اليأس دير هواك
تراكمُ فوقها أثقالها
وسِقط الأماني
وما قد أفلْ
فهلّا تماثلت للشدو
مديت للجنح أقصى الفضا
وأنت المطاف وسيّد هذا التحوّل
أنت السبيل
ومطلق كل حبيس عصيّ
وأنت الغناء وأنت المغنّي
ونشوة كونه بعد التخلّق
هذا التجلّي وذاك الغياب
فايّ النشيد يكون ابتداءً
وأيّ النشيد ختام القصيد؟
وليدة عنتابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.