اجازة عمر _ قصة قصيرة | صفاء موسـى ـ سورية

على أعتاب قطع تذكرة ، تستيقظ من غفلة العمر ، لتلتحق بقطار العنوسة، أفنت حياتها بالعمل وتربية إخوتها ، لملمت أشياءها بعدما قررت قضاء اجازتها في تلك المدينة الحالمة حاملة معها الأمل بنفض غبار السنين من عمرها. لاتدري كيف ساقها القدر إليه ربما اسمه الغارق بالرومانسية أو عينيه الزرقاوين اللتين لفتت انتباهها ، لقاءات عابرة ووردة حمراء كانت كفيلة بإشعال فتيل قلبها ، وكأن لسان حالها يقول : اقرضني حلما كي أملأ به فراغ لحظاتي ، اهديني أغنية أمسح بها
ذاكرتي ، من فضلك .. قل أحبكِ لتعود لي نضارة الخدين ، بعدما جعدها الزمن ، أعطني أملا أبيضا لأيامي السود . عاشت على لقياه طول مدة اجازتها ، غرقت بحلمها ، إلا أن هول الصدمة أيقظتها ، عندما عرفت بصغر سنه ولا يزال في الجامعة. حمل مظلته ليقفز من سماء حلمها مودعا إياها على أمل اللقاء . عادت تجر أذيال خيبتها وريح الفراق تداعب سنواتها التي هرمت وشاخت بانتظار حبيب وعدها أنه سيأتي يوما ما.