الرحيل | سمر احمد تغلبي

نعم
أرحل
فقد أفلسْتُ من أوهام أحلامي
وآمالي تحاكي العمرَ
إذ من بعد زهوته
يغافلنا
فيذوي قبل أن يأفلْ
فما في جعبتي فرحٌ
وما في جعبتي أملٌ
وما في جعبتي حلُمٌ
ولو وُجدوا فلن أبخلْ

ولكن في متاهاتٍ تُضَيِّعُنا
ودربِ اللَّغو قد سرنا
وأحلامي على المقصلْ
فتاهت في الورى لغتي
وضاع بريق قافيتي
وملّتني دواويني
وأشعاري على المرجلْ
وأفكاري مشتّتة
وأجزائي مبعثرة
وروحي في سراديب الهوان تئنّ إذ تُقتَلْ
ترامتْ كل أشرعتي
فلم أهبِطْ
وعن هدفي حلفْتُ العمر لن أغفلْ
ولكن يالَذي الأمواجُ تعبث بي
فتعلو
تقذف الرّكبان عن بعدٍ
إلى قدَرٍ
كإعصارٍ إذا أقبلْ
تقاذَفُني رياح البيد في صحراء غربتنا
أضاعت بوصلة الأيام وجهتنا
فراح الشرق مغتربٌ
وغربٌ يرسم الشرقا
ويرسمنا
ولايخجلْ
ولا نخجلْ
فهل للتّائه المرسوم من وطنٍ ليبنيهِ؟
وما في شرقنا أرضٌ
وما اغتربت مَنافيه
فلا ترقى
ولا بحضارةٍ ترفلْ
يُؤَرِّقُني نَزيفُ الْحِقْدِ في بَلَدي
نَزيفٌ لَيْسَ يوقِفُهُ
ضِمادُ الْحَقِّ
لَوْ بِالرِّفْقِ
قَدْ أَقْبَلْ
وَلا تَعْويذَةٌ فيها كَلامُ اللهِ
يَتَرَتَّلْ
وَذِكْرٌ قَدْ عَلا في الْجَوِّ بَسْمَلَةً
وَتَهْليلاً وَتَكْبيراً …
يَهُزُّ الْأَرْضَ ..
ثُمَّ بِقُوَّةٍ حَوْقَلْ
نَزبفُ الْحِقْدِ في بَلَدي
حَميمِيٌّ
وَنارِيٌّ
وَسَيْلٌ لَيْسَ يُسْتَأْصَلْ
شَبيهُ النَّزْفِ في النّاعورِ*
إِذْ يَجْري
فَغَيْرُ الْمَوْتِ لا يَبْدو لَهُ حَلّاً
وَلا مِنْ سَيْلِهِ قَلَّلْ