فارضى الهوى | عبد الناصر الكومى

ما درى الشوق ان قلبى ذابا....واستباحت يراعتى الأعصابا
يرسم الوجد سوسن الوصل وصفا...وغريبيب بينها قد انابا
فوق كفى سنابل القمح سكرى...بان عنها الحصاد يوم اصابا
هزت الجزع ريشتى فاضت الخير ...ليكسو قبل الرياض يبابا
فزهيراء تستبيح خيالى...وهو صوفى لا يطيق صبابا

فارضى الهوى اذ الوصل منال...عنترى الصمود رام الحرابا
صمد انت يا وجيب بقلب...احرقته الأشواق يرجو متابا
وغفا الليل ما شعرنا بصبح...يهتك الستر ينثر الاسبابا
مخر الشوق فى محيط حنين...ادهش البحر عزمه فاسترابا
وكسونا لقاءنا قبلة الصمت...تحايا اللقاء يوم استطابا
ما عهدناك يا وصالا تلاشى...بغتة الليل قد خسرت الثوابا
ثغرها الغض صب كاس حنين...يستميل الفؤاد يكوى عذابا
وحدك السهد يا فؤادى تلاقى...حمم الشوق تحرق الاعتابا
فذرينى يراعتى احضن الوجد...وحيدا والعشق يكوى الصحابا
انت حوائيا التى تلهم الشعر ...خيالا ولهفة واغترابا
انت مولاتى التى تاسر الصب...تمنى الأسير منها اقترابا
وزهيراء أطفأت قصرها الغض...ولم تعطى للرسول الخطابا
صبى يا زهرة اللقاء بعشق...يتدلى فيخلب الالبابا
اسكر الهمس قلب صب رهيف...فى جموح فلا يخاف الحسابا
ليت لحظا لم يرمنى سهم عشق...شق قلبى فبات يشكو انتحابا
صاح شعرى بطيفها يوم ظعن...فتمادى فى غيه ما استجابا
ايها الوجد كنت خير جليس...لم تنسل هل غدوت سرابا؟!
ما عهدناك والدموع حيارى ...تفلق الصخر حرقة والتهابا
ايها السهم من زهيراء بقلبى...يتهادى ليشهد الاحبابا
دار زهراء فى جبين قصيدى ...ارحمى الشوق فى الهوى والخطابا
كل قلب فى غمرة الوصل يلهو...مال لقلبى بروضة الوصل خابا
يا لاشواقى الرهيفة تكسو....ربع زهراء قد غدت اسرابا
قلبى الصب فى غيابة جب...لمنى الوصل يستجير اكتتابا
ان تخليت يا زهيراء عشقا...فدعى القلب يلثم الاعنابا
ودعى الكاس يسكب الصبر بقلب...وجيب ذهابه والايابا
فوق نهد يقاوم الليل شعر ...بات يشدو لهيبه والعذابا
فزهيراء والقصيدة سكرى...تنسج الحب والهوى قد اصابا

عبدالناصر الكومى