الصفحات

شهقةُ الماء | شعر : مصطفى الحاج حسين

كانَ يناديني
وكنتُ أبثّهُ اشتعالي
وأرسمُ لهُ خرائطَ بوحي
يهفو إلى خلايا أوجاعي
وأنا أجرُّ انسيابي نحوهُ
كأنَّ ضحكته سراب
وأصابعه سلسبيلُ الرّماد
غامت دمعتي عندَ راحتيهِ
ورحتُ أتنشّقُ ظلّه

فكم توغّلتُ في ثنايا صمتهِ
وصوته يمطرُ في قلبي
نارٌ من زلالٍ
وموسيقى من لظى
أنا أبصرُ فيهِ أشرعةَ المدى
موزّعة على هسيسِ موجهِ
يطفئُ بكائي العضال
يرتّقُ بحور حنيني التّائهة
سأضمُّ موتي إلى آفاقِ وردهِ
وأتسرَّبُ إلى جمرِ آهاتهِ الثّملى
أتلبّسُ أشرعةَ دروبه الشّاردة
وفي كلِّ غيابٍ يناديني
لأطلّ على شمسهِ اليابسة
أشعلها برعشةِ قبلتي الخائفة
واختطفُ منّي ينابيعَ عشقي
أُهرِّبُ إليهِ جحافلا من فضائي
وأُزوّدُ قامته بفتيل نبضي
سأنثرُ فوقَ شهقتهِ
خمور رحابي
وأُطوّقُ عنقه بحشرجةِ عطشي
أشربُ من بئرِ زوغانه
وأنجو .
مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.