الصفحات

هكذا تكلمت زارا | رغداء أحمد عيد

1
دعْ عنكَ وحاورْني
خذْ واعطيني ...
واستخدمْ كلَّ أداةِ استفهامْ .
فلماذا نحكي وبِلا صَوتْ ؟
ولماذا الصَّوتُ لدينا لا يحوي أدنى قولْ؟
ولماذا القولُ يكونُ بدونِ حياةْ ؟
أو تأتينا لا تحمِلُ في مِعْطَفِها صُبْحاً للغد
بل تَهْذُرُ سِرّاً في هاويةِ الأوهامْ ؟
فكِّرْ ، ساعدْني نَلحقُ بالدَّربْ .
ولماذا نحكي لُغةَ الطُّرشانْ ؟

ولماذا تنكُرُنا كلُّ الشّطآنْ ؟
ويكونُ النّومُ علينا سُلطانْ .
والموتُ علينا ربّْ.
فلماذا لا نجرُؤُ نبحثُ عن سرٍّ في أمرْ ؟
ولماذا الليلُ أباحَ ضُروعَ رُبانا للغدرْ؟
ولماذا عن لثْمِ سَمانا ينفطِمُ الفجرْ ؟
ولماذا من يدفعُنا أو يحمينا
دوماً بالمعركةِ الضِّدّ؟
أتعبْ نفسَكَ واقلعْ ذِكْرى
شغّلْ عقلَكَ وازرعْ فِكْرةْ .
دعْ عنكَ ..وساعدني
واتركْ ديني للرّبّ.
فلماذا منذُ النّكبةِ
يحصُدُنا بارودُ البيت الأبيضَ
فرداً ..فردا ...وعلى دفعاتْ؟
ولماذا الطاقةُ في ذِكراها
نُفْرِغُها في حاويةِ
الكلماتْ؟
ولماذا نجترُّ معانيها
ونُعلِّقُها حيناً في ذيلِ الديبِ
وحيناً في ذيلِ الدُّبّ؟
ولماذا حلمُ العودةِ
تقمَعُهُ العُرْبُ وقبلَ الغرْبْ؟
انهضْ ..والقِطْ حجراً
والحقني ،لاقيني ع الدّربْ.

2
أستغفرُ المتنبّي
ما بالُكَ يا شعرَ العَصْرِ
وما بالُ الشُّعراء ؟
ما بالُكَ يا شعرُ تنزلُ ُفينا الدَّركِ الأَسْفَل.
وعلى يدِِ مَنْ ظنَّ بأنَّ الشِّعْرَ
بدونِ قريحَتِهِ قدْ هَلْْهَل...أو يرْحَلْْْ.
إن أخطأَ مَنْ ركِبَ الشِّعْرَ
بواحدةٍ أخطأَ منْ نصَّبَ نفسهُ
جنديّاً يحمي الحرْفَ ويحمي الشِّعر.
كالحارث ..أو عنتر.
أخطأ لا في أمرٍ بل في أمرين.
فاصعدْ في الشِّعْرِ إلى القُمَّةْ.
اصعدْ لا تنظرُ خلفك.
اصعدْ عن دوّارِ البحرِ ..
وابعدْ عنْ داءِ زواغِ العينين.
اصعدْ واسحبْ مَنْ هم خلفكْ
اسحبهم واحميهم مِنْ غلّكْ
واحذرْ أنْ تكسرَهم
في مكْسرِهم تكسُرُ ظهرك
لا تُفسحُ للرَّائي أن يُقسمَ بالعينين :
لا يعلمُ أيَّكُُمُ السَّاقطَُ...
أو كيف يفرّقُ ما بين الاثنين؟
ما بالُ الشِّعر بهذا اليمّ ؟
والشَّاعرُ أكثرُ مَنْ بثَّ السُّمّ
والشاطرُ من يُنطِقُ غيرهُ دمّ
وراحَ برأسهِ يقدحُ ،
يركضُ ..يلهثُ خلفَ الأقدار
فما بالك يا إنسان ؟!
ارحمهم من هذا الزَّفر وذاك الهمّ
دعْ منْ يكتبُ
دعْ من يرسمُ
دعْ من يترحّمُ ...منْ يتهادى...
حتى لو قال : ( أيا محْلى شعراتك ميّادة )!!
وكفاكَ تشمْشمُ خلفَ الأوراق
وتقتلُ فيها حبَّاً رقراق
فالواقعُ أبخلُ من كفِِّّكَ
أكبَرُ من حجمِكَ .
والقصّةُ أَعْقَدُ من قلبٍٍ مليان
والنَّاكتُ فيها حبّةُ رمّان
اسمعْ منّي يا ذوّاق (اعقلها وتوكّلْ )
واغلقْْ ذاك السِّفر وهذا الباب
وَرُدَّ القلب إلى الشِّعر
كي يُشْهرَ هذا السيفُُ على أرذالِ العَصر
و لتأخذ في يدِ هذا الحاضر من ذاك الشرِّ
أو كنْ كالمتنبّي
واجعلْْ من نفسِكََ مهديَّاً للشِّعر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.