الصفحات

أشعث الفكر | وليد.ع.العايش

( هل شاهدني أشعث الفكر وأنا أعبر من هناك ) تساءلت والخوف تأبط قلبي ، بينما قدماي تكادان لا ترتفعان عن الأرض القاسية ، لا لم يرني ، قلت لنفسي واختفيت خلف أوراق جريدتي التي مازالت عذراء حتى اللحظة ، كنت أبحث عن زقاق ضيق ، أو زاوية مهملة تأويني من سياط عينيه الزرقاوين ،
المارون من هنا يهرعون ، أهو رعب دب في أوصال الشارع ، أم أن الحر ترك رصاصه على تلك الرؤوس العارية ، رجل أصلع كان يهرول ، أثار ابتسامة على ثغري الذي تعثر بخطواته ، مازالت الشمس في قعر السماء تعاقب كل من يمر ، حتى الجدران بدأت تتوارى ، للتو يلوح زقاق صغير العمر ، التففت حول نفسي ، رمقت أشعث الشعر بنظرة مواربة ، ثم ولجت إلى بطن الزقاق ، لم يكن هناك أحد سواي ، كان الحائط رفيقي اليتيم ، على ركن مظلل تجثم شجرة التوت العجوز ، جلست قليلا ، كنت أبحث عن التقاط أنفاس كادت تتلاشى ، وفض عذرية جريدة تتأبط ذراعي ، تنفست بعض دموع الهواء والرعب ، وما لبثت أن عاودت المسير باتجاه منزل يقبع على حافة ساقية صغيرة ، المقبرة القريبة من البيت تلوح من بعيد ، جمهرة هناك ، خفق قلبي مرة أخرى ، حثثت الخطا هذه المرة ، القبر مازال مفتوحا ، ( من الميت ) سألت أحدهم كان يخفي ضحكة خجلى ( أشعث الشعر ... إنه أشعث الفكر ) ... صفعت جبيني بقوة ، لم أدري لماذا ، قرأت الفاتحة على بقايا أشعث الفكر ، ثم عدت أدراجي دونما خوف ...
-----------
وليد.ع.العايش
8/7/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.