ولد حسن القطريب في سلمية عام 1931 م، وتربى وتعلم فيها، ونطق الشعر يافعاً، وتبوأ مكانة رفيعة في الأدب عامة وفي الشعر ولغته الأصيلة خاصة، نشر أشعاره في مجلة الغدير التي كانت تصدر في سلمية في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، ومن النادر صدور عدد جديد لهذه المجلة دون أن تزين بقصيدة ذات مستوى أدبي رفيع، ومع
تدفق سيل أشعاره تعددت المجلات والجرائد التي نشرت له لغته الجميلة، كتب الشعر بأنواعه، وكتب المقالات الأدبية والصحافية، البعض ممن تعرف لشعره وحفظه في فترة الخمسينات والستينات خشي على هذا الشعر الكنز من الضياع، ولأسباب عديدة لم يستطع حسن قطريب إصدار كتاب أو ديوان يضم أشعاره، لكن المعجبين به وبقصائده على أنواعها حفظوا أكثر ما قال من الشعر، ولعل الأيام تساعد في إيصال شعره للناس لكي يوضع هذا الشعر في ميزان الأدب الحقيقي ويقيم مستواه، عندها فقط يجد الشاعر حسن قطريب حقه الذي تاه من بين يديه لأعوام طوال.
عشقه للأدب ودقائق تفاصيله أوصله للاشتراك في برنامج تلفزيوني شهير، أجاد فيه حسن القطريب وحبب الناس باللغة العربية وثقافتها، وبعدها وجد له زاوية في جريدة تشرين السورية تحت عنوان (لغتنا الجميلة) فكتب فيها الكثير عن اللغة العربية وخفاياها، وصحة تداول الكلمات والجمل منها، بصيغة بسيطة قدمها للقارئ العادي قبل المختص، وهكذا نجح حسن القطريب في زاويته والتي كان ينتظرها الكثيرون من أهل الثقافة والعلم.
ومع امتداد مسيرته الثقافية والمعرفية توصل اللغوي والشاعر حسن قطريب لإصدار معجم لغوي هام وذلك عام 1994 م، وهذا المعجم بلغت أهميته العلمية درجة عالية، ولكونه أول معجم نحوي عربي حديث مرتب حسب الأحرف الهجائية، وبطريقة مبسطة سهلة يستطيع أي باحث التعامل معها والوصول للنتيجة التي يرغب.
كان حسن قطريب يعتز بكرامته واحترامه لذاته، له ثقة لا تتزعزع في نفسه، يؤمن بالحق والعدالة، ينظر إلى الحياة بنظرة حكيمة، ويعتبر الأدب والشعر منارة هداية للإنسان المثقف طيلة مسيرة حياته، وهو يؤمن بأن الإنسان تقدر قيمته بمقدار ما يعتقد بفكر وآراء تعود بالخير على مجتمعه، وأن يعمل طوال حياته بجد وعزم، وأن يكافح في سبيلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، إن صعوبة الحياة وقسوتها صقلت نفسه، ومرضه وألمه صهرها وعمق أحاسيسه ونقاها من الأحقاد والضغائن، وأعطاه إرادة قوية نادرة التحمل، وصار البحث عن المعرفة طريقه الوحيد، بعيداً عن الضجيج الإعلامي وحب الظهور.
من قصيدة للشاعر حسن قطريب نشرها في مجلة الغدير بتاريخ 15/1/1957 م بعنوان (جوعان) نقتطف بعض أبياتها:
جوعان، بي نهم الصراع ودائي ... أني دفنت مع النشيد رجائي..!
جوعان يعصرني الطوى، ويهزني ... شوق يعربد كاللظى بدمائي
أمشي على أشـلاء قيثاري الذي ... سئم النداء، فملني، وغنائي
جوعان، والأقدار تبتلع المنى ... فعلام انشد في الحياة بقائي..؟
لولا الصراع لما شحذت خواطري ... ولما غدوت وطية للداء
حسبي إذا قلبي ينوء بجرحه ... أني حفظت.. وديعة الآباء..‼
قال الصحافي عبد الله الشيتي في دراسته لهذه القصيدة:
«من بعيد.. من وحي العزلة، ومن ضمن جدران أربع… يتناهى إليك صراخ حسن قطريب منشداً (جوعان) … وأعني بالصراخ ذلك الذي يدك الجبال … ويزلزل الأرض وتمور السحاب … وتثور البحار.. وليس صراخ الفراغ … صراخ العدم! والنكتة الحزينة المسربلة بإطار الشحوب اللذيذ في صور حسن قطريب الشعرية إنه يشعرك بالجوع … وهو الذي سيشبعك ويملأ فراغ نفسك وسعة روحك. كلماته كقطع الحلوى … بالحلاوة مذاق شعره وعظمة الشعراء إذا كانوا بهذا الجوع … الحق يا حسن … أني شره لا أشبع».
له العديد من المخطوطات لم تر النور بعد (مفاتيح اللغة، أغاني الريف، ديك الجن الحمصي، مسرحية مملكة الملح … ودراسات أدبية هامة كثيرة).
وأخيراً هزمه المرض والألم والوجع … وهوى جسده النحيف مستسلماً للموت عام 2007 م. إلى رحمة الله أيها الشاعر والأديب المبدع …
❀
من كتاب (شخصيات من ذاكرة سلمية) اصدار جمعية عاديات سلمية ..
تدفق سيل أشعاره تعددت المجلات والجرائد التي نشرت له لغته الجميلة، كتب الشعر بأنواعه، وكتب المقالات الأدبية والصحافية، البعض ممن تعرف لشعره وحفظه في فترة الخمسينات والستينات خشي على هذا الشعر الكنز من الضياع، ولأسباب عديدة لم يستطع حسن قطريب إصدار كتاب أو ديوان يضم أشعاره، لكن المعجبين به وبقصائده على أنواعها حفظوا أكثر ما قال من الشعر، ولعل الأيام تساعد في إيصال شعره للناس لكي يوضع هذا الشعر في ميزان الأدب الحقيقي ويقيم مستواه، عندها فقط يجد الشاعر حسن قطريب حقه الذي تاه من بين يديه لأعوام طوال.
عشقه للأدب ودقائق تفاصيله أوصله للاشتراك في برنامج تلفزيوني شهير، أجاد فيه حسن القطريب وحبب الناس باللغة العربية وثقافتها، وبعدها وجد له زاوية في جريدة تشرين السورية تحت عنوان (لغتنا الجميلة) فكتب فيها الكثير عن اللغة العربية وخفاياها، وصحة تداول الكلمات والجمل منها، بصيغة بسيطة قدمها للقارئ العادي قبل المختص، وهكذا نجح حسن القطريب في زاويته والتي كان ينتظرها الكثيرون من أهل الثقافة والعلم.
ومع امتداد مسيرته الثقافية والمعرفية توصل اللغوي والشاعر حسن قطريب لإصدار معجم لغوي هام وذلك عام 1994 م، وهذا المعجم بلغت أهميته العلمية درجة عالية، ولكونه أول معجم نحوي عربي حديث مرتب حسب الأحرف الهجائية، وبطريقة مبسطة سهلة يستطيع أي باحث التعامل معها والوصول للنتيجة التي يرغب.
كان حسن قطريب يعتز بكرامته واحترامه لذاته، له ثقة لا تتزعزع في نفسه، يؤمن بالحق والعدالة، ينظر إلى الحياة بنظرة حكيمة، ويعتبر الأدب والشعر منارة هداية للإنسان المثقف طيلة مسيرة حياته، وهو يؤمن بأن الإنسان تقدر قيمته بمقدار ما يعتقد بفكر وآراء تعود بالخير على مجتمعه، وأن يعمل طوال حياته بجد وعزم، وأن يكافح في سبيلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، إن صعوبة الحياة وقسوتها صقلت نفسه، ومرضه وألمه صهرها وعمق أحاسيسه ونقاها من الأحقاد والضغائن، وأعطاه إرادة قوية نادرة التحمل، وصار البحث عن المعرفة طريقه الوحيد، بعيداً عن الضجيج الإعلامي وحب الظهور.
من قصيدة للشاعر حسن قطريب نشرها في مجلة الغدير بتاريخ 15/1/1957 م بعنوان (جوعان) نقتطف بعض أبياتها:
جوعان، بي نهم الصراع ودائي ... أني دفنت مع النشيد رجائي..!
جوعان يعصرني الطوى، ويهزني ... شوق يعربد كاللظى بدمائي
أمشي على أشـلاء قيثاري الذي ... سئم النداء، فملني، وغنائي
جوعان، والأقدار تبتلع المنى ... فعلام انشد في الحياة بقائي..؟
لولا الصراع لما شحذت خواطري ... ولما غدوت وطية للداء
حسبي إذا قلبي ينوء بجرحه ... أني حفظت.. وديعة الآباء..‼
قال الصحافي عبد الله الشيتي في دراسته لهذه القصيدة:
«من بعيد.. من وحي العزلة، ومن ضمن جدران أربع… يتناهى إليك صراخ حسن قطريب منشداً (جوعان) … وأعني بالصراخ ذلك الذي يدك الجبال … ويزلزل الأرض وتمور السحاب … وتثور البحار.. وليس صراخ الفراغ … صراخ العدم! والنكتة الحزينة المسربلة بإطار الشحوب اللذيذ في صور حسن قطريب الشعرية إنه يشعرك بالجوع … وهو الذي سيشبعك ويملأ فراغ نفسك وسعة روحك. كلماته كقطع الحلوى … بالحلاوة مذاق شعره وعظمة الشعراء إذا كانوا بهذا الجوع … الحق يا حسن … أني شره لا أشبع».
له العديد من المخطوطات لم تر النور بعد (مفاتيح اللغة، أغاني الريف، ديك الجن الحمصي، مسرحية مملكة الملح … ودراسات أدبية هامة كثيرة).
وأخيراً هزمه المرض والألم والوجع … وهوى جسده النحيف مستسلماً للموت عام 2007 م. إلى رحمة الله أيها الشاعر والأديب المبدع …
❀
من كتاب (شخصيات من ذاكرة سلمية) اصدار جمعية عاديات سلمية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.