الصفحات

تعويذة ــ قصة قصيرة | بقلم : د. حارص عبدالجابر عمّار – مصر

في أحد الأيام كان الزوج يداعب زوجته، فأطفأ النور وقال لها الآن سوف أتلو عليك كلمات تجعلك تختفين، ثم أخذ يتحدث بصوت هامس تزداد وتيرة حدته تدريجيًا، وكان يسمع صوت زوجته التي تنهره وتأمره أن يكف عن هذا السخف.

بدأ صوت زوجته يختفي شيئًا فشيئًا، إلى أن أصبح لا يسمع، فضحك الزوج من خوفها الشديد وقام بإشعال الإضاءة، إلا انه لم يجدها، كاد يصاب بالجنون، وهو يصرخ بأعلى صوته "إنها مزحة، والله مزحة، وهذه الكلمات التي نطقت بها لا أعلم عنها شيئًا، مجرد كلمات.. “.
كاد أن يجن جنونه وبحث عنها في أرجاء الحجرة، ولكن دون جدوى، وبلغ به الخوف مبلغه حتى أغشي عليها، ولم يفق من إغمائه إلا علي صوت زوجته ترشه بالماء وتضحك.
حبيبتي أين كنتِ؟ لقد بحثت عنك في كل أرجاء الحجرة.
يا حبيبي بعد قراءتك للتعويذة وجدتني انتقلت إلى عالم آخر، واستدعاني خدم هذا العالم لمقابلة سيدهم، والذي قال لي "كل ما تريدين أمر مطاع يا سيدتي، لقد أرسلك زوجك إلينا ومن الآن أنتي تحت حمايتنا ومراقبًا على حراس العالم الآخر".
جحظت عيون زوجها في خوف شديد، وتمتم قائلاً "تعويذة ماذا؟ مجرد كلمات بدون معني".
نعم قد تكون بلا معني لك، ولكن لها معني كبير لهم، والآن تم تعيني مراقبًا على حراس العالم الآخر، لدي أعمال ومشاغل، ليس لدي وقت للكلام الكثير.
ماذا؟
نعم ليس لدي وقت، قم بإكمال الطبخ والغسيل وإلا ...
حاضر، تحت أمرك يا زوجتي.
نعم، ماذا تقول؟
أقول زوجتي.
لا أنا من اليوم سيدتك.
بنوع من الخوف وبنظرات متوترة وشفتان ترتعشان "تحت أمرك سيدتي".
أنصرف إلى المطبخ لإكمال طهي الطعام، بينما ظهرت ابتسامة سخرية وتشفي علي وجه الزوجة وبكلمات مقتضبة "لم يعلم من كان سي السيد أني أثناء كلامه وضعت وسادة بالقرب منه وتخفيت في غرفة المؤن المظلمة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.