الصفحات

امرأة الزيت | وليد.ع.العايش

 يوميات رمضان 12 
ترتدي ثوبا قصيرا ، يكشف المستور من مفاتن جسدها الأبيض المتوسط القوام ، تركت شعرها يتناثر كما عقد انفرطت حبيباته ، ليغطي جزءا كبيرا من ظهرها ، تلك الأنثى الثلاثينية تتوهج جمالا وجاذبية ، جمعت بين ثناياها جمال العديد من النسوة ،
تتربع على كرسي من القش في مطبخها ( الفاقد الوعي ) ، نار هادئة تتهادى بجانبها ، بينما طفل صغير لم يتجاوز الثالثة ، يلهو خلفها بدمية شقراء ، اقتلع أحد ساقيها ، كانت تشبه ساقي والدته المنهمكة بتحضير وجبة الإفطار في ذاك المساء الأيلولي ، وبين الفينة والأخرى تنظر إلى مرآة قريبة ، (معجبة بنفسك أيتها الأنثى ) ، تداعب بعض خصلات شعرها ، تفرك وجنتيها ، قلم الحمرة يدغدغ شفتيها ( ليتني كنت قلم الحمرة ) قال شاب كان يختلس النظر من نافذة مقابلة ، لا تلبث المرأة أن تعود لإتمام عملها ، الدقائق تسابقها على مضمار مدفع الإفطار ، الصغير مازال هناك يلهو ، الزيت يغلي على النار التي تخلت عن هدوئها ، ضجة تثور فجأة قرب الأنثى ، صراخ الطفل يصارع سكرات الشمس التي كانت تودع آخر خيوطها ، تزداد النار تأججا ، بينما آلام الطفل تعانق الزيت المسفوح على قارعة الموت ...
........
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.