الصفحات

الأدب الإلكتروني العربي ليس اوعية للتخزين والنشر والعرض فحسب، بل هو الجوهر الإبداعي ذاته

كتب: شريف الشافعي
تنعكس تجليات الرقمية على سائر جوانب الحياة في العصر الحديث، ومن ثم، كان أمرًا طبيعيًّا امتداد آثار الثورة الرقمية إلى عوالم الأدب والإبداع، ليس من حيث أوعية التخزين والنشر والعرض فحسب، بل من حيث الجوهر الإبداعي ذاته، وطبيعة المنتج، إذ ظهرت ألوان وتيمات إبداعية متعددة قوامها الرقمية كفلسفة وتقنية وثورة فنية في آن واحد، وتأسس مصطلح "الأدب الرقمي" أو "الأدب الإلكتروني"،
الذي اندرجت تحت مظلته إرهاصات أدبية شعرية وسردية ومسرحية وتفاعلية غير نمطية، تحمل في طياتها ما قد يراه البعض بداية النهاية الفعلية لعصر الورق.

في إطار دعم التجليات الإبداعية للرقمية، من المزمع عقد مؤتمر دولي كبير للأدب الإلكتروني العربي بدولة الإمارات، في فبراير/شباط المقبل، ليمثل نقطة انطلاق تفتح آفاقًا جديدة لهذا النمط الإبداعي المستحدث، ولتضاف جهود المؤتمر إلى ما سبقه من فعاليات مشابهة، وما نهض به "اتحاد كتاب الإنترنت العرب"، وغيره، من الكيانات المعنية بدعم وتطوير الأدب الإلكتروني العربي.

ولمثل هذا الغرض ذاته، كان قد انطلق في سبتمبر/أيلول 2015، مشروع الأدب الإلكتروني العربي "AEL"، في جامعة روتشستر للتكنولوجيا بنيويورك، تحت إشراف ساندي بالدوين، الأستاذ بجامعة روتشستر للتكنولوجيا، والمصرية ريهام حسني، الباحثة بالجامعة نفسها.

ووفق الباحثة المصرية المجتهدة، ذائعة الصيت، ريهام حسني، فإن مشروع الأدب الإلكتروني العربي "AEL" أخذ على عاتقه تحقيق الكثير من الأهداف، من أهمها ذلك المؤتمر الدولي للأدب الإلكتروني العربي، المزمع عقده العام المقبل، بمشاركة باحثين من جميع أنحاء العالم، لبحث واقع وتحديات الأدب الإلكتروني عامة، والأدب الإلكتروني العربي بخاصة.

ولإنجاز هذا الهدف، اجتمعت لجنة من أعضاء هيئة تدريس جامعة روتشستر للتكنولوجيا، ومجموعة متميزة من الباحثين والفنانين من مختلف أرجاء العالم العربي بجامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي، لوضع تصوراتهم حول هذا المؤتمر، وحضر اللقاء من العرب: الباحثة ريهام حسني، الشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول، الروائي السيد نجم، الدكتورة إيمان يونس، الدكتور محمد حبيب حسين، الدكتور يحيى حيدر، الدكتور يوسف العساف (رئيس الجامعة)، الدكتور خالد خواجة (نائب رئيس الجامعة)، ومن الأجانب: الدكتور ساندي بالدوين (عبر الإسكايب)، الدكتور جوناثان بيني، الدكتور إيان بتركن، الدكتور باتريك ليكتي، الدكتور جون دايتون، الدكتور ناصح عثمانوفيك.

استمر اللقاء ثلاثة أيام خلال مارس/آذار الماضي، بهدف إنجاز عدة أهداف، وفق الباحثة ريهام حسني، هي: مناقشة الحالة الراهنة ومستقبل الأدب الإلكتروني العربي، خلق خطاب مشترك بين الباحثين والفنانين العرب والدوليين، مناقشة مناهج وتحديات تدريس الأدب الإلكتروني في العالم العربي، تعزيز المناهج التي تدرس حاليًا في جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي في هذا المجال، بالإضافة إلى الإعداد لعقد مؤتمر دولي عن الأدب الإلكتروني العربي، والذي سيكون الأول من نوعه، على أن يُعقد في جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي.

وقد خرج الاجتماع التحضيري بمجموعة من النتائج التي تعكس أهداف المؤتمر، وتتوج جهود المصريين المشاركين في الإعداد للمؤتمر. هذه النتائج، كما تسردها الباحثة ريهام حسني، هي: نشر تقرير عن اللقاء، يتضمن التصورات التي عرضها أعضاء الفريق، في مجلة "إلكترونيك بوك ريفيو"، وهي مجلة محكمة دوليًّا، وذلك قبل انعقاد المؤتمر، بالإضافة إلى تقديم الفريق مقترحًا لنشر كتاب عن الأدب الإلكتروني العربي، يتضمن مجموعة مقالات عربية، على أن تنشر بالإنجليزية كذلك في دار نشر عالمية هي "بلومزبيري" الأكاديمية. وسيكون الكتاب هو الأول من نوعه باللغة الإنجليزية، ويتألف من ترجمات لمقالات عربية أكاديمية مهمة.

كذلك، وفق الباحثة ريهام حسني، ناقش الفريق إمكانية إدراج "مشروع الأدب الإلكتروني العربي" (AEL) ضمن مشروع "سيل" (CELL) التابع لمنظمة الأدب الإلكتروني، والذي يعد اتحادًا عالميًّا لمجموعة من المراكز البحثية المهتمة بالأدب الإلكتروني، وقد صوتت منظمة الأدب الإلكتروني العالمية على رعاية المؤتمر الذي سيقام بجامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي.

من النجاحات الأخرى كذلك، التي توضحها الباحثة ريهام حسني، مناقشة الفريق إضافات مهمة للمقرر الدراسي الذي يتم تدريسه في جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي، مثل إضافة محتوى جديد عن الأدب الإلكتروني العربي، كما شملت المقترحات تسجيل سلسلة من الفيديوهات على اليوتيوب لتقديم الأدب الإلكتروني العربي، لكي تستخدم كأدوات تدريسية، وأيضًا تصميم مقررات تعليمية تتاح على الإنترنت بالمجان، ومشاريع طلابية تدرس وتؤرشف الأدب الإلكتروني العربي بالتعاون بين الطلاب في روتشستر ودبي.

يُذكر أن مؤتمر "الأدب الإلكتروني العربي"، من المنتظر انطلاقه خلال الفترة (25-27) فبراير/شباط 2018. وتقرر، مثلما توضح الباحثة ريهام حسني، اعتماد العربية والإنجليزية كلغتين رسميتين للمؤتمر، الذي يتناول أوراقًا بحثية بجانب عروض لأعمال أدب إلكتروني. كما تقرر تحديد جدول زمني لتقديم الملخصات، والمراجعة والقبول، وتقديم الأوراق الكاملة، وآخر موعد لاستقبال الملخصات 24 يوليو/تموز 2017، والإشعار بقبول الملخصات 18 سبتمبر/أيلول 2017، وآخر موعد لاستقبال الأبحاث 8 يناير/كانون الثاني 2018.

وعن أبرز طموحات وتطلعات مؤتمر "الأدب الإلكتروني العربي"، توضح الباحثة ريهام حسني أنه على الرغم من أن الأدب الإلكتروني أدب وليد، فإنه يشهد تناميًا ملاحظًا في جميع الثقافات، في محاولة للاستفادة من معطيات الثورة الرقمية، وتوظيفها أدبيًّا بما يفتح آفاقًا جديدة للعملية الإبداعية.

ومن الملاحظ أن الأدب الإلكتروني العربي يسير بخطوات بطيئة، نظرًا لضعف الجانب التقني لدى الكثير من الكتاب العرب، والافتقار لثقافة التعاون بين الكاتب والمبرمج لإنتاج أعمال مشتركة. ومن هذا المنطلق، كان لا بد من الاطلاع على الإنتاج الغربي في هذا المجال، من أجل بناء تصورات سليمة عن موقع الأدب الإلكتروني العربي، على خريطة الأدب الإلكتروني العالمية.

مؤتمر "الأدب الإلكتروني"، انطلاقة جديدة للأدب الرقمي العربي في فضاء الكونية والعالمية، بجهود لافتة تُحسب للقائمين عليه، خصوصًا من كتيبة المصريين المشاركين.

(بتانة نيوز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.