ينبوع الوهم _قصة قصيرة جدا | وسام السقا - العراق

أحلام وأحلام في ضباب خيال .. نسيج من زهور الربيع تولع في أحشائه الصدفة .. والواقع كان ماثلاً في حاضرها .. وإحساس الوجود أغلق الشرايين المتشعبة وجعله ذا مسلكين ذهاباً وإيابا .. وجسر خشبي قديم متهالك يخترق الأرض من تحته ينبوع ماء رقراق جارٍ ينبض بالحياة ينبع من ربوع الجبل .. لم تتركني الأيام وحيداً بين غابات الهوى وزهور الرياحين، بل حملتني أهازيج الأفراح وطوقني السعد بأحضان وأحلام الحب. قد يكون نسيج ما جرى مكافأة لي أو لفتاة رشحتها الأيام أميرة زهور، لتملأ فراغ قلبها وتجمل حياتها ألواناً، فأسقطت عن عينيها قشور الوهم
والضياع، والصدفة ألقت ظلالها التقينا فوق ذك الجسر، التقت أرواحنا، التقت العيون، التقت أحلامنا، ضحكت القلوب وجمعنا القدر في لقاء، التهبت الأحاسيس، التهبت الأحضان، أهديتها قلبي أهدتني قبلة، وكان الشتاء في برهة تأمل فتحول إلى ربيع وأزهرت الأشجار .. سار الحنان في دروب السعادة، وسار الحب في دروب العشق، وكثرت اللقاءات وزاد الشجن والهمس أصبح أيماءً، وزاد قلبي لوعاً بجمالها، ولوعاً بنار حبها .. ولم تستكن جمرات قلبي لعطاء الأيام ورغبت بالمزيد والمزيد فاحترقت الأحلام، وتبخر ضباب الجمال، وأنا حلمان في فراش الوهم أناجي الأيام.

بقلم // وسام السقا - العراق