الصفحات

لُغةُ الحمامْ | وليد.ع.العايش

وليد.ع.العايشأيُّها المتخفي خلفَ ظِلّكْ
اِنتظر رويداً فقطْ
رويدكَ يا صديقي
فإنَّ حديثي مازالَ قَيْدَ الولادةْ
وقُبْلتي الأولى لاتزالُ رَهْنْ الابتسامْ
همستي الحُبّلى بآلافِ السنينِ الشاحبةْ
تهوى للتوِّ الظلامْ ...
سِياطُكَ ليستْ قاسيةْ
كما ينبغي ... بلْ كما تُحَبِذُ أنْ تكونْ
متى كانتْ تهوى الكلامَ ... هذي السياطْ

لازالَ في الحياةِ ... حياةْ ...
فما خلفَ أسواركَ الشوكيّة القسماتْ
لحنٌ شاحبُ النغماتْ
لَفْلِفْ سياطكَ بِأوراقِ جريدةْ
لرُبَّما تتعلّمُ مِنْها ... كيفَ للحديثِ أنْ يكونْ
وكيفَ يدحرُ الصبرَ شتى الظنونْ
مُنذُ ولِدْتُ في ذلكَ العصرِ
كنتُ أُحصي الثواني وخطوات أقدامنا معاً
كي نلتقي في هذا المكانْ
وعلى ضفّةِ هذا الزمانْ
اِرفعْ عِمامتكَ عنْ بحرِ قلبي
فالغيمُ لا تخشى منْ ظِلّهِ تلكَ السماءْ
ولا تلكَ الساقية العرجاءْ
ستعرفُ ذاتَ يومٍ
بأنَّ للعيونِ لُغةُ الحمامْ
يمنحُها كُلَّ ما تشاءْ
مهلاً أيُّها الرجلُ الذي
أخفى عيوبَهُ في سلَّةِ
محفوفةٍ بآلافِ الثقوبْ
سوداءَ ... حمراءَ ... صفراء ... هي
وأنا مازِلتُ أعشقُ ما جادَ بِه ثغري
وشتى ما حَبِلتْ بهِ دُنيا الظلامْ
فهلْ تظنُّ بأنَّ السياطَ تُذيبُ جليدَ صمتي ...
لا تَظنُّ يا صديقي
فإنّني قبلَ أنْ آتي إليكَ
صليتُ ركعتين
حملتُ حِجاباً سرمدياً
مَسحْتُ ذنوبي كلها
فيا أيُّها الرجلُ رويدكْ
فإنْ ذابَ الذهبْ
فإنَّ ثغري لا ... لنْ يذوبْ ...
------
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.