الصفحات

رهـبـة ونصوص أخرى | هُدى محمد وجيه الجلاّب

1
وريقات

حتى لا ينهار القلب
أتجاهل مَرايا
لَنْ يذهب العمر سُدى
انظري أيّتها الحياة
إلى تلك الوريقات
الحنون
كيفَ تُهدهدن أهدابَ
المساء وتُنعشن وردات

الصباح بكلّ رضا
يجولُ العطر الدمشقي
في المساحات
عزيزاً شَامخاً
تلوح زهيرات الياسمين
براحات ناصعة البياض
ستبقى دمشق
وجبل قاسيون
ونهر بردى
وفي الغوطتين أنفاس
تحاكي نجمات سَاهرة
دعني أنسى عقارب
الساعة أنسى الستائر
المُتراخية
هُناك ضوء قادر
على العبور
مهمَا تكدّست عقبات
مهما تراكمت
أصابع سارقة
ستبقى دمشق نعم
وقاسيون وبردى
والأنفاس العاطرة

2
رهبة
..
بِكلّ مَا في وجه السَحَر مِن جَمَال
هُناك رهبة ترقّب وقبح غير معقول
أرددُ دواخلي لا خوف يا جبانة انهضي
مَا الذي سيحصل أكثر مِم سكن قلب السطور
مِن سياط ألم وقروح وقلق مع أشياء
فاقت التصوّر
لهجة الوقت باتت غريبة نشاز لحون
وألوان توجع وحماقات وزعيق شجون
أشياء تفرض ترحيلي إلى فضاءات
تصنعها يمين آملة
تزورني أطياف مع وهج يطلّ فجأة يُنسيني
عتمة الحول الضعيف
لا مًطلق أقول للروح وأرضى بأجزاء مبعثرة
بعض حزن لا يُضير وبعض فرح مصنوع
شيء قليل مِن الحياة وسط هذيان بشر
وصمت حقول
بيت بسيط قليل الدفء أحياناً كثير الشغب
في أويقات غير مُبرمجة
غيظ وقيظ وآهات مُحترقة حارقة
جميلٌ طقسُ هذا اليوم الربيعي لولا أكوام
الهموم
لا أعلم عن الغد ولا الماضي سوف يعود
أتمتع بلون السماء حين تتوقف القذائف
ويُثيرني عبق زهور الشام
مشغولة فارغة أراني أفكرُ في حالِ الفقراء
وأسعار الخضار بأمّهات فاقدات باكيات
بما وراءَ السجون مِن تعذيب وتحقير وإهمال
ماء وملح لكرامة
وكثير مِن الوحوش الشاردة خارج الجدران
أنوثة تحار وسط كمّ هائل مِن القيود القاصمة
مسافات تشهق دهشة مع وطن تكثر سكاكينه
روح تزورُ مقابر بينَ براري
وجسد ينطرحُ غائباً يتمنى حفرة
صغيرة تتسع وكمشة تراب أحمر

3
ترقّب
..
وراءَ كلّ هدوء أخشى
عاصفة
لا مصابيح يقظة
حتى القذائف تنتظر
وراءَ أكتاف المجهول
لا صوت للرصاص
منذ ساعات
أغادرُ أطناب ذاتي
وتنطلق أجنحة
مع ليل اعتاد تلك الطقوس
يقفُ مُكتفياً بمشاهدة
صامتة والتلقّي الشغوف
روح لا تفتأ تعالج
النفس بعبير يؤنس
حين يبدو المخمل أشواكاً
قارصة والقطن بسحر يمشي
ويموج
يا لروع هذا القلق الغول
يُرسلني طيّارة حيث رغبات
تنقّب
لا تصمد تلك الدموع
لله درّها وهي تتسابق الهطول
خشونة صارت تتربع على وجه
مسكوناً بالترقب بالحذر مشحون
أشفقُ على ملائكة الفجر كيف تحوم
وعلى قلوب طيّبة لمْ تزلْ تنتظر

4
المجد
..
الوطن بِكلّ مَا فيه
مِن روعة وجمال
التراب الأحمر المُندّى
تضامن ورود الجوري
والحبق والبيلسان
عشق العصافير
وشلالات الأماني
والدعوات الصالحات
وعود بردى الصافي
والتلال والجبال
كلّ ذلك يُمطر
الذاكرة بنشوة
يستعيد الزمن
لحظات بيضاء
بلون الياسمين البلدي
وطعم توت الشام
برعش فرح طفولي
يتوهّج كالبركان
كلّ المجد للشهداء الذين
رحلوا دونَ سابق إنذار
وطوبى للأطفال
والأبرياء في كلّ مكان
ـــــــــــــــــ
هُدى محمد وجيه الجلاّب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.