الصفحات

حينما نجونا مِنْ موتٍ بشعٍ ذات صباح ماطرٍ | عطا الله شاهين


ذات صباح ربيعي بارد وماطرٍ كنتُ أنا وزجتي في طريقنا إلى رام الله، خارجين من قرية عين عريك، لكن الغيوم تجمعت في ذاك الصباح وبدأت ترذُّ رذاذا خفيفا، كانت زوجتي تجلس خلف المقود، وقالت سنقود سيارتنا على مهل، يبدو أن السيارات ستنزلق، لأن منذ فترة لم تمطر هنا، ولربما هناك زيوت على الأسفلت، ولهذا ربنا يستر، فقلت لها قودي على رسلكِ، وفعلا لم تسرع في قيادة السيارة أبدا، لأن الطريق بدت مبللة من الرذاذ، الذي تساقط لدقائق معدودة، وأثناء سيرنا خلف سيارتين عموميتين، وعند اقترابنا من معطفٍ مخفيٍّ وفي ذات الوقت يعد منعطفا
خطراً، لاحظنا تريللا صهريج وقود تتأرجح مقدمتها، وبعد لحظات دنا منا الصهريج، بعدما تزحلقتْ عجلات التريللا على الطريق، وصدمتنا شاحنة الصهريج في لمح البصر، وحين كانت التريلا تقترب منا شاهدنا الموت المخيف، وقبل أن يصطدم بنا صهريج الوقود توقفتْ السيارتان العموميتان، اللتان كانتا تسيران أمامنا، وسيارتنا توقفت خلفهما مباشرة، وفي أقل من ثلاث ثواني شعرنا بضربة قوية.. ففتحت الباب وقلت لها هيا نخرج، لكنها قالت لا أستطيع، ولكن بعد مرور دقائق أخرجتها من على المقعد، ولم يكن أمامنا مخرج للإبتعاد، لأن السيارتين أغلقتا علينا المنفذ بفعل الضربة، لكنني صعدت إلى مقدمة سيارتنا وسحبت زوجتي، ونزلنا من جهة التريللا، وأتى الإسعاف بعد دقائق، لكنني كنت في حالة صدمة، وبعدما أخذتها سيارة الإسعاف حمدتُ الله على سلامتنا ..كان منظر الشاحنة عالقا أمام عيني لفترة وما زلت أتذكّر ذاك المنظر المخيف.. لقد كنا على وشكِ الموت في ذاك الصباح الماطر، لكن الله نجّانا من موت بشع.
2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.